أعلنت الولاياتالمتحدة عن نشر حوالي 200 جندي من القوات الخاصة بقاعدة عسكرية في جزيرة صقلية كي تكون أكثر قربا من العاصمة الليبية طرابلس، من أجل ضمان أمن سفارتها وطاقمها الدبلوماسي العامل هناك، بعدما وصلتها معلومات تفيد بأن التوتر الأمني الحاصل في منطقة بنغازي شرق البلاد يمكن أن يتسبب المزيد من الثغرات الأمنية. وحسب وسائل إعلام غربية نقلت الخبر فإن التحرك الأمريكي لحماية البعثة الدبلوماسية، جاء بعد محاولة الاختطاف الفاشلة التي تعرض لها الطاقم الدبلوماسي الجزائري قبل أيام، والتي أكدت أن هذه الأهداف أصبحت مفضلة لدى التنظيمات المسلحة. وترابط القوات الأمريكية المخصصة للتدخل السريع في جزيرة صقلية الإيطالية، طبقا لإجراءات أمنية مشددة أملتها التطورات الأمنية، تتزامن مع حالة تأهب قصوى في مقرر السفارة وباقي الممثليات الأمريكية، حيث نقلت وكالات الأنباء عن دبلوماسي أمريكي في طرابلس أن الموظفين يحاولون التعايش مع إجراءات جديدة، خشية تكرار الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، وراح ضحيتها 4 دبلوماسيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنز. وربطت التقارير بين هذه التحركات الأمريكية، قالت إنها عملية قامت بها القوات الخاصة الجزائرية الأسبوع الماضي لتحرير السفير عبد الحميد بوزاهر والطاقم الدبلوماسي العامل معه، حيث استطاعت أن تحرره من قبضة خاطفيه وإرجاعه الى أرض الوطن سالما، تلاه إعلان وزارة الشؤون الخارجية إغلاق سفارتها وقنصليتها العامة الى أجل لم تحدده بعد أن اعتبرت أن بقاءهم في مقر عملهم بليبيا يشكل خطرا على سلامتهم . وأضافت المصادر أن الولاياتالمتحدة لا تملك نفس هامش الوقت كي تتحرك في خطوة مماثلة، لأن المطارات المدنية والعسكرية التي توجد حاليا تحت سيطرة الجيش النظامي التابع للحكومة، لا يضمن بقاءها على هذا الوضع، إذ في أي لحظة يمكن أن تسيطر عليها الميلشيات المسلحة، وبالتالي يستحيل نقلهم جوا كما فعلت الجزائر. ويأتي التحرك الأمريكي لحشد القوات الخاصة للتدخل السريع في ليبيا حالة حصول طارئ، بعد سلسلة الهجمات التي استهدفت الأطقم الدبلوماسية هناك، بدءا من السفير الأردني فواز العيطان الذي اختطف لمدة 28 يوما، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن تمت صفقة تبادل أطلقت بموجبها عمان أحد المسلحين المتشددين، وهو ما يثير مخاوف واشنطن من تكرار العملية ضد سفيرها أو أحد أفراد بعثتها الدبلوماسية. وتعتبر المرحلة الحالية هي الأكثر حرجا في الوضع الليبي منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، حيث حصل لأول مرة انقسام في الجيش، بعد التمرد الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر، والذي بدأ في تحركات عسكرية بمدينة بنغازي ضد ما يصفه ب«نفوذ الجماعات الاسلامية المسلحة".