قرر، أمس، وزير الصحة والسكان غلق مصلحة أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، وتحويل النزيلات والحوامل نحو مستشفيات البير وسيدي مبروك والخروب، وذلك في أعقاب الوضع الكارثي الذي توجد عليه المصلحة التي تعاني من مشاكل عديدة وإهمال كبير بات واضحا للعيان. وأمهل الوزير عبد المالك بوضياف، خلال الزيارة التفقدية التي قادته نهار أمس إلى قسنطينة، وكانت بدايتها بالمصلحة المذكورة، مسؤولي المستشفى أسبوعا لتنظيم الأمور وإفراغها وتحويل كل النزيلات والطاقم الطبي وشبه الطبي، كما أمهل الإدارة 3 أشهر لإعادة فتح المصلحة وتسليمها والانتهاء من كل أشغال إعادة الاعتبار والتجديد التي انطلقت منذ أشهر قليلة. واستهجن الوزير ومرافقوه ما شهدته أمس المصلحة من عملية تنظيف مفضوحة في محاولة لتغطية ”الشمس بالغربال”، كما قال أحد مسؤولي الوزارة. وشدد الوزير على مديري الصحة للولايات المجاورة لقسنطينة بتحمل المسؤوليات وعدم إرسال مرضى إلى المصلحة المذكورة إلا في حالات مستعصية تكون مرفقة بملفات طبية شاملة ومتابعة. وعلمنا، أمس، أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قرر اتخاذ إجراءات وعدة قرارات تخص إنهاء مهام وتوقيف أساتذة وأطباء وإداريين، بناء على ما توصلت إليه لجنة التحقيق الوزارية وتقارير مدير المستشفى الجامعي بن يسعد المعين منذ 6 أشهر على رأس واحدة من أكبر المؤسسات الاستشفائية في الجزائر، وتخص بالأساس أطباء وشبه طبيين بمصلحة التوليد وكذا بالجراحة العامة ومصلحة طب العظام، حيث تم الكشف عن قضايا فساد وتجاوزات خطيرة وصلت حد تلقي أطباء وأساتذة رواتب دون ممارسة مهامهم لمدة 5 سنوات، وترك أجهزة وتجهيزات بقيمة مالية تفوق ال3 ملايير سنتيم عرضة للفساد، حيث تجاوزت مدة صلاحيتها دون أن تستغل على مستوى مصلحة طب العظام. وهي الإجراءات التي ستتخذ خلال ال48 ساعة المقبلة. وقال الوزير: ”أنا شخصيا غير مرتاح وعلامة استفهام مطروحة.. هناك تحقيقات تمت بين الدرك والأمن والوزارة وسوف تتخذ إجراءات خلال ال48 ساعة المقبلة”. يذكر أن الوزير زار مصلحة الطب الإشعاعي التي انتهت بها الأشغال بنسبة 100 بالمائة، حيث أعرب عن ارتياحه لسير الأشغال ولوضع مركزين إشعاعيين جديدين تم مؤخرا استيرادهما وسيباشر تشغيلهما قريبا للمساهمة في التخفيف من حدة معاناة مرضى السرطان والمعالجة الكيميائية، قبل أن يعقد اجتماعا طارئا بقاعة ابن سينا مع مسؤولي المستشفى والأطباء وممثلي العمال، وتفقد في المساء مستشفى ديدوش مراد، وكذا مستشفى الأمومة والطفولة بسدي مبروك، ومستشفى الخروب قبل أن يضع حجر الأساس لأكبر مستشفى مختص في الأمومة والطفولة بعلي منجلي.