نشرت صحيفة فورين بوليسي، أوّل أمس، مقالا للكاتب جيمس تروبجيمس، وهو عضو في مركز التعاون الدولي، قال فيه ”إذا انهار الاتفاق النووي مع إيران لن يسامح الليبراليون الأمريكان إسرائيل على دورها ”الملحمي” في تغير مسار الأحداث إلى مستوى كارثي. وقال تروبجيمس: ذهبت الأسبوع الماضي إلى مجلس العلاقات الخارجية للاستماع إلى مرافعة جون كيري التي يدافع فيها عن الاتفاق النووي مع إيران. وخلال المرافعة سأل ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، وزير الخارجية جون كيري عن الفائدة من وراء إبرام الاتفاق، فكان رد كيري أنه يؤيد الاتفاق، كما حاول خلال إجابته عن الأسئلة إيصال رسالة إلى حلفائه الإسرائيليين مفادها أن الأمن القومي الأمريكي لا ينفصل عن الأمن الإسرائيلي، رغم يقينه بأن المواطنين الأمريكيين الرافضين للاتفاق النووي سيبشرون لفشل الاتفاق وقد يتوجهون بالشكر لإسرائيل وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي انتقد الاتفاق النووي لإيران برسومات كرتونية خلال اجتماع للأمم المتحدة سنة 2012، إن حدث وفشل الاتفاق، خصوصا وأنه لم يعد هناك ما يخسره نتنياهو حال فشل الاتفاق. حينها ستشرع إيران في تشغيل مفاعلاتها النووية، وستتهاطل زيارات العلماء الباكستانيين على السعودية لمناقشة الخطط النووية المستقبلية، وسيدعو نتنياهو لضربات جوية ضد المنشآت الإيرانية. وقال كاتب المقال أن رفض الكونجرس تصويت أوباما على الاتفاق النووي سينسف إنجازات السياسة الخارجية خلال عهدة أوباما، وسيحفز السباق من أجل التسلح النووي في إيران والشرق الأوسط. وتوقع تروبجيمس تبعات فشل الاتفاق النووي، حيث يرى أن إسرائيل والحزب الديموقراطي الأمريكي ستنفصل علاقتهما تماما، وستضطر هيلاري كلينتون، من حزب الديمقراطيين والمؤيدة لإسرائيل، لحساب تبعات دعمها المطلق لها. وخلص تروبجيمس إلى القول أن ”نتنياهو سيواصل تحديه لإدارة أوباما بشأن الاتفاق”، والذي تجلى بإلغاء نتنياهو مؤتمراً صحفياً مع وزير الدفاع الأمريكي أشتون في اللحظات الأخيرة عندما توجه الأخير إلى المنصة. في محاولة من نتنياهو كسر عظم أوباما وتأليب اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة باتجاه عدم المصادقة على الاتفاق من قبل الكونغرس لإحراج الرئيس الأمريكي أمام شعبه والعالم، على الرغم من التطمينات وتعهدات الإدارة الأمريكية بتقديم تعويضات ومساعدات مالية لإسرائيل مقابل هدوئها.