اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إنه قدم "بديلاً عملياً" للاتفاق النووي الدولي الذي يجري التفاوض بشأنه مع إيران، في رد فيما يبدو على الانتقادات التي وجهها له الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وبعد وصوله إلى إسرائيل عقب الزيارة التي قام بها للولايات المتحدة وألقى خلالها خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي وهو الخطاب الذي قال عنه أوباما إنه لم يعرض فيه "بديلاً قابلاً للتنفيذ" عبر نتنياهو عن رضاه أنه أوصل رسالته إلى العالم كله. وقال نتنياهو: "اقترحت بديلاً عملياً في خطابي في الكونغرس بديلاً يطيل من جانب المدة التي تستغرقها إيران لتمتلك سلاحاً نووياً بسنوات إذا قررت انتهاك الاتفاق وذلك من خلال فرض عقوبات أشد". وأضاف في بيان مكتوب، "يقترح (البديل) أيضاً عدم رفع العقوبات على إيران بشكل تلقائي إلى أن تتوقف عن نشر الإرهاب في العالم وتوقف عدوانها على جيرانها وتهديداتها بمحو إسرائيل". وبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف اليوم (الأربعاء)، يومهما الثالث من المحادثات في بلدة مونترو السويسرية على أمل التوصل لاتفاق إطار بنهاية مارس. لكن انتقادات نتنياهو الشديدة للطريقة التي تدير بها الولاياتالمتحدة المفاوضات مع إيران قد يصعب على إدارة أوباما الترويج للاتفاق النووي المحتمل داخل البلاد. وواجه نتنياهو انتقادات شديدة من الإدارة الأمريكية وفي داخل إسرائيل جراء خطابه أمام الكونغرس الذي قالت واشنطن إنه أقحم الصراعات الحزبية في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. ووجه الجمهوريون الذين يهيمنون على الكونغرس الدعوة لنتنياهو لإلقاء كلمة أمام المشرعين دون التشاور مع أوباما أو مسؤولين ديمقراطيين. وفي تأكيد للخلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن كلمة نتنياهو قالت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي بعد الكلمة إنها "إهانة لذكاء الولاياتالمتحدة" وإنها "حزنت من التعالي (من نتنياهو) على مستوى معرفتنا بالتهديد الذي تمثله إيران" وإنها كادت تبكي من جراء ذلك. وقاطع ما يصل إلى 60 عضواً من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين ومجموعهم 232 عضواً خطاب نتنياهو. وفي إسرائيل قال منتقدون، إن الخطاب أضر بالتحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والولاياتالمتحدة وإنه يهدف إلى كسب مزيد من الأصوات قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة في 17 مارس ومن المتوقع أن تشهد منافسة شرسة. وقالت تسيبي ليفني التي ترأس ائتلاف الاتحاد الصهيوني وهو من تيار الوسط الذي سينافس حزب الليكود بزعامة نتنياهو في الانتخابات لراديو إسرائيل: "إسرائيل دولة قوية حليفة للولايات المتحدة أو على الأقل كانت هكذا إلى أن قرر نتنياهو أن يدمر كل هذا من أجل احتياجاته السياسية.. نحن بحاجة إلى إصلاح هذه العلاقة".