كشف مدير الحماية المدنية بوهران عن استقبال مليوني و600 ألف مصطاف منذ الفاتح جوان المنصرم إلى حد الآن، نظرا لارتفاع درجة الحرارة التي بلغت ذروتها، ناهيك عن تزامنها مع شهر رمضان الكريم، أين أصبحت العائلات الجزائرية تتخذ الشواطئ مكانا للاستجمام والراحة، سواء في فترات النهار أو الليل. سخرت المديرية الولائية للحماية المدنية جميع الإمكانيات البشرية، بما فيها 33 رئيس مركز حراسة و66 حارسا محترفا، إلى جانب 260 حارس موسمي و18 غطاسا و5 أطباء و8 ضباط يقومون بدوريات يومية عبر 33 شاطئا محروسا لحماية المواطنين. كما تم تدعيمهم بمختلف الوسائل المادية من زوارق مطاطية ودراجات بحرية وأطباء مجهزين بالعدة والعتاد لتقديم الإسعافات اللازمة، فيما تبقى السباحة بالشواطئ الممنوعة أكبر مصدر لحالات الغرق. ويبقى هذا في إطار دور العائلات في توعية أبنائهم وتحذيرهم من الخطر المحدق بهم. وفي هذا الشأن تحصي مصالح الحماية المدنية كل موسم اصطياف العديد من حالات الغرق التي تودي بأرواح مواطنين من مختلف الأعمار، فلم تسلم أي شريحة من المجتمع من هذه الحوادث المأساوية، استنادا للمعلومات المستقاة من ذات المصالح التي سجلت حالات غرق لأطفال وشبان وكذا كهول ونساء، غير أن هذه الإصابات تمس بشكل أكبر فئة الذكور. ورغم حملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها هذه الجهة مع حلول موسم الاصطياف، إلا أن عدد المصطافين الذين يلقون حتفهم في البحر لايزال مخيفا، والسبب هو عدم احترام العديد من العائلات للقوانين وابتعادهم عن احتياطات السلامة والحذر. فيما تبقى الحصيلة المعلن عنها في كل مرة عن عدد الضحايا من الغرقى التي تؤكد أن كل الغرقى تم تسجيلهم بالشواطئ الممنوعة التي تكون قبلة للعديد من الشبان، رغم وجود لافتات صريحة تعلن خطورة المنطقة، إلا أن الكثيرين يفضلون هذه الشواطئ بسبب احتوائها على الصخور الضخمة التي يقفز منها هؤلاء إلى البحر، بالإضافة إلى غياب أعوان الحماية المدنية الذين بإمكانهم أن يتدخلوا لإنقاذ الضحايا من الغرق، وهذا الأمر دليل قاطع على تجاهل المصطاف لشروط السلامة ومخالفته للقوانين. وتشير الأرقام المسجّلة التي أحصتها مديرية الحماية المدنية عن تسجيل 95 تدخلا عبر 33 شاطئا محروسا استقطب 450 ألف مصطاف. وحسب نفس المصادر من مديرية الحماية المدنية الولائية ل”لفجر”، فإن التدخلات تمت لإنقاذ 45 شخصا من مختلف الأعمار لا يجيدون السباحة و آخرون تجاوزوا المسافة القانونية لها، فضلا عن إسعاف بعين المكان. كما تم تحويل 23 شخصا نحو المصالح الاستعجالية لتلقي العلاج، كما تم إنقاذ 45 شخصا من الموت غرقا بشواطئ الولاية. .. وتعزيز الجهاز بوحدات جديدة خلال الأيام المقبلة على صعيد آخر، سيتم فتح 4 وحدات للحماية المدنية، منها الوحدة الرئيسية الواقعة عند المحور الدائري الأمير عبد القادر، ووحدات طفراوي وعين الكرمة بوتليليس وحاسي بونيف، في انتظار إتمام الإنجاز الجاري لمرافق أخرى. وسيتم تحويل الوحدة الرئيسية الحالية الواقعة بحي البلاطو إلى وحدة ثانوية. يذكر أن مديرية الحماية المدنية عمدت إلى تعزيز جهاز الإسعاف للحماية المدنية تزامنا وموسم الاصطياف بتجنيد 1600عون، الأمر الذي تطلب إنشاء مراكز إضافية للنجدة لتأمين الطرقات انطلاقا من ميناء وهران إلى غاية المركب السياحي الأندلسيات بدائرة عين الترك، وكذا تواجد الوسائل اللازمة، مثل سيارات الإسعاف بالمواقع التي تعرف إقبالا كبيرا، مثل المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس وزاوية سيدي معروف وحي العقيد لطفي، وفضاءات أخرى تسجل توافدا خلال موسم الاصطياف. وفي هذا السياق أشارت ذات المصادر أن جهاز الحماية المدنية يعمل على تقديم المساعدة والنجدة للأشخاص في وضع صعب قبل نقلهم الى المرافق الصحية، مؤكدا في حديثه عن مدى أهمية تجسيد شعار مسعف لكل بيت لنجدة المواطنين أمام التدفق الكبير للمصطافين على الباهية في هذه الأيام.