تتواصل سهرات المهرجان الدولي للرقص الشعبي في طبعته الحادية عشرة بولاية سيدي بلعباس، حيث استمتع الجمهور سهرة أول بفسيفساء منمقة على ركح مسرح الهواء الطلق صايم لخضر بمدينة سيدي بلعباس، جمعت قارات إفريقيا وأوروبا وأسيا لتلتقي في نسيج جميل من الرقصات الشعبية الممتعة. وكانت البهجة والأزياء التقليدية مكمن فرحة العائلات التي تجاوبت بشكل كبير مع العروض المقترحة، لا سيما عرض فرقة أجيال سوريا التي رقص على إيقاعها الشرقي كل من حضر السهرة، هذه الفرقة التي كانت لها عدة مشاركات دولية منذ سنة 2007، جاءت من بلد جريح، لكنه ما زال ينبض بالحياة والأمل والتقاليد التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين. فرقة ريفاك الهندية من نادي الرقصات الفنية الهندية العالمية، بدورها جذبت اهتمام العائلات التي كانت لها فرصة تذوق حلو العادات الهندية في رقصة منمقة من إقليم البنجاب، كانت بمثابة الخيال الذي يجمع الموسيقي بالرقص. لتجد العائلات اأامها حاضرا ما تألف مشاهدته عبر الفضائيات فقط. وفي نفس السياق ومن جهة أخرى قدمت أوروبا الشرقية الفرقة الفتية البوسنية اليدزا، من الجمعية الفنية الثقافية البوسنة، التي لاحظ فيها المواطنون قواسم مشتركة في اللباس، الذي يميل إلى الزي العاصمي بالقفطان والمنديل العاصمي، مجذوب وسروال الشقة بالنسبة للفتيات والشبان، الذين ميزهم ارتداء السروال العريض الفضفاض والطاقية والجيلي المطرز بخيوط ذهبية وألوان تميل إلى الأحجار الكريمة. وكانت رقصات هذه الفرقة خفيفة ومدروسة في نسق جماعي، ثم ثنائي محافظ يعكس زخم البلد البوسني. كما تركت فرقة ساحل العاج الإفريقية عنصر المفاجأة لدى العائلات، من خلال رقصة المحارب الإفريقي التي أداها فتيان وشابات بطريقة قوية مفعمة بالحيوية، والتي كانت خلالها أزياؤهم وآلات عزفهم بدائية بأكسسوارات ورموز وأوشام إفريقيا السوداء العميقة، حيث ملأ الراقصون الفضاء المسرحي وجابوا ربوعه، بعد أن قفزوا من المنصة ورقصوا وسط العائلات، التي يبدو أن الحركة السريعة والفجائية تجذبها، وكذا وقع الإيقاعات الإفريقية التي تجمع بين السحر والغموض والروعة، ناهيك عن الجزائر التي كانت حاضرة بقوة من خلال فرق محلية من البويرة، التي جاءت بالطابع القبائلي، ومن ولاية النعامة وغرداية التي هز راقصوها المسرح بطلقات بارود، بعد تمام وصلتهم الراقصة الجميلة تحت وقع الحان الزرنة. وكان لفرقة التل من ولاية سيدي بلعباس دور هام، حيث أرقص الجمهور بالطابع المحبب محليا العلاوي الذي طبعته من وقت لأخر زغاريد النساء اللائي حضرن للتمتع بالطبوع الفنية الراقصة.