احتضنت تلمسان استثناء هذه السنة في إطار تظاهرة ''عاصمة الثقافة الاسلامية''، الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للرقص التي تعودت ولاية سيدي بلعباس على احتضانه وذلك في الفترة الممتدة بين 12و18 جويلية الجاري. وعرف حفل الاختتام إقبالا منقطع النظير من الجمهور التلمساني الذي استمتع برقصات شعبية لعدد من البلدان المشاركة. تلمسان: لم تتسع مدرجات مسرح الهواء الطلق بتلمسان للجماهير الكبيرة المتوافدة لحضور حفل اختتام مهرجان الرقص الشعبي ليلة الاثنين، ولوحظ الارتباك الشديد لدى المنظمين بسبب هذا التوافد الكبير للعائلات والشباب الذين جاؤوا من كل مناطق تلمسان للاستمتاع بعروض اختلفت باختلاف ثقافات البلدان التي تمثلها. وكانت السهرة الأخيرة عبارة عن فسيفساء لرقصات شعبية جزائرية وأخرى عربية وكذا إفريقية. وهكذا، رقص الجمهور على وقع الدبكة الفلسطينية ورقصة العلاوي لفرقة الرقص الشعبي لسيدي بلعباس والرقصة العاصمية على وقع أنغام الزرنة، إضافة إلى الرقصات الشعبية لكل من تركيا والعراق والسينغال والمغرب والامارات . ويجب القول أن التجاوب مع الرقصات كان متفاوتا، لكن الأكيد أن فرقة الرقص الشعبي المغربية نالت الحظ الأكبر من رضا وإعجاب جمهور تلمسان الذي تجاوب بصفة لافتة للانتباه مع أنغام ورقصات الفرقة لاسيما تلك التي أدتها الراقصات. وفي لوحات جميلة نالت هي الأخرى الاعجاب، كانت المشاركة الجزائرية مميزة بفرقتي الرقص الشعبي لسيدي بلعباس وكذا فرقة القصبة العاصمية التي أضفت على الحفلة نكهة الأعراس الجزائرية، لاسيما مع تعالي الزغاريد النسوية طيلة مدة عرضها. وعرضت فرقة الرقص الشعبي التركية لوحات جميلة للراقصات والراقصين الذين ارتدوا أزياء تقليدية، لبلد أصبح قريبا من الجزائريين بفعل تأثير مسلسلاته المدبلجة، وهو ماظهر جليا في ترديد الجمهور لكلمة ''مهند'' عند تكريم الوفد التركي. وإذا كانت الفرقة الفلسطينية قد أبدعت في رقصة الدبكة، فإن الفرقة الاماراتية قدمت لوحة لرقصة ''البحارة'' المميزة جدا لأنها تحيلنا إلى حياة البحارين الذين كانوا ينتجون فنا، وهم يقومون بأعمالهم اليومية وسط البحر. من جانبه، قدم الوفد العراقي القادم من مدينة البصرة بالجنوب عبر فرقته ''رابطة حياتنا فن'' عرضا مشتركا مع فرقة رقص سويدية كان متميزا. وقد تم تكريم بعض الفرق المشاركة، مع العلم أن المهرجان استقطب حوالي 20 دولة، وكان من الصعب جدا لمحافظة المهرجان السيدة حليمة حنكور أن تلقي كلمة الختام، وسط تصفيرات الجمهور الذي عبر من خلالها عن ''معارضته'' لإسدال الستار، وهو مادفع بالمحافظة إلى تمديد عمر المهرجان لدقائق بدعوة الفرقة المغربية لتقديم عرض آخر،استجابة لرغبة الجمهور لاسيما الشباب.