تحذّر جمعية حماية وإرشاد المستهلك من الحقائب المدرسية الثقيلة التي أصبحت الوسيلة الوحيدة لحمل كم كبير من أدوات التلاميذ، والتي حذّر منها قبلا أخصائيو طب العظام، على أساس أنها تؤذي منطقة الظهر والرقبة، التي تؤدي بدورها إلى عجز وإعاقة قد تكون دائمة حسب ذات الجمعية. استنكرت جمعية أولياء التلاميذ الحقائب المثقلة بسبب البرنامج الدراسي المكثف، والتي تزن أكثر من 20 بالمائة من وزن الطفل، الأمر الذي جعل أغلبية أولياء الأمور يرافقون أبناءهم في كل فترة لحمل حقائبهم عنهم، غير بعيد عن معاناة الأولياء فإن معاناة الطفل الذي يعيش مرحلة نمو شاقة لطبيعة البرنامج الدراسي وكذا تحمله عبء التنقل بمستلزماته، نظرا لكون أطفال يقطعون الكيلومترات للوصول إلى مدارسهم عبر كامل ولايات الوطن. لقد اضطر الأولياء إلى أخذ أبنائهم للأطباء المختصين بعد إحساسهم بآلام بالغة الخطورة، ما جعل المختصين في طب العظام يحركون ساكنا لضمان عقل سليم في جسم سليم، ونظرا لكون الفترة الآنية يستعد فيها التلاميذ للدخول المدرسي الجديد، فإن انطلاق شراء الأدوات المدرسية قد بدأ، ليتزامن معها تحذير جمعية حماية وإرشاد المستهلك من خلال موقعها الرسمي، القار بضرورة تجنب الأولياء شراء حقائب الظهر الكبيرة، وتنصح بألا يحمل الأطفال أكثر من 5 إلى 10 بالمائة من أوزان أجسامهم، وأن يستخدموا الحقائب المزودة بأحزمة وأربطة على كلا الكتفين، أو تلك المزودة بحزام أمامي، حيث تساعد في نقل جزء من ثقل الظهر إلى البطن، كما تنبه الجمعية بعدم الاستهانة بأي عرض يشتكي منه الطفل بسبب حقيبة ظهره. علما أن حقائب اليد تصنف إلى ثلاثة أنواع، حيث توجد الحقائب التي تحمل على كتف واحدة، والحقائب التي تحمل على الظهر، والتي تحمل باليد، أما أولاها فهي الأكثر ضررا، وذلك لأن أربطة الطفل تكون لينة، فيميل نحو جانب أكثر من الآخر، مما يسبب له اعوجاجا في العمود الفقري حسب أخصائي طب العظام. أما بالنسبة للحقيبة التي تحمل على الكتفين بمعدل وزن أكثر من المسموح به فتشد الطفل إلى الخلف، فينحني إلى الأمام بهدف موازنة نفسه، وهو ما يؤذي عضلات الظهر ويسبب ارتخاء في عضلات البطن، وتشد العضلات كلها على العمود الفقري من الخلف، وتزداد تقويسته. وإذا ما استمرت المشكلة فمن الممكن أن تسبب له نوعا من انزلاق العمود الفقري وتعب في الأربطة، التي يمكن أن تسبب له مشاكل في الظهر عند التقدم في السن. وتؤثر حقيبة اليد كثيرا على الكتف لأنها تشد الأربطة، لا سيما عند الأطفال الصغار ذوي الأربطة الطرية، ويمكن أن تتسبب بارتخائها، فيصبحون بالتالي معرضين لخلع الكتف أثناء ممارسة الرياضة القوية أو عند أي تدحرج أو سقوط قوي. لذلك لا بد من توفر بعض الشروط في الحقيبة المدرسية وهي أن تكون الأحزمة الخلفية للحقيبة عريضة ومبطنة لتعمل على حماية ظهر الطفل، وأن يكون الجزء الخلفي للحقيبة مبطنا، ليخفف ذلك من تأثير ثقل محتوياتها على العمود الفقري. كما تنصح جمعية حماية وإرشاد المستهلك باقتناء الحقائب ذات العجلات، والتي تساعد الأطفال على تحريكها من خلال الدفع، إلا أنه لا بد من التنبه إلى الوزن الكلي لهذا النوع من الحقائب، حيث سيقوم الطفل بحملها عند صعود السلالم في البيت أو المدرسة، لذا لا بد من أن تكون قاعدتها مصنعة من مادة خفيفة الوزن. كما أن مقبض الحقيبة يجب أن يتناسب مع طول الطفل، حتى لا يضطر للانحناء طوال الوقت عند دفعها أو سحبها. كما يستحسن استعمال الحقائب التي لها حزام يربط حول خصر الطفل أو صدره عند حملها فوق الظهر، لأن ذلك يجعلها قريبة دائما من الجذع، ما يعني أن الثقل سيتوزع على منطقتي الظهر والحوض، كما أن ذلك يحقق توازنا أفضل للجسم أثناء حمل الحقيبة.