تتفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة تعز، ويصف مراقبون الأوضاع الإنسانية التي تعيشها بأنها الأسوأ، حيث تغيب أبسط المقومات الأساسية للحياة في هذه المدينة التي أعلنتها الحكومة اليمنية قبل يومين مدينة منكوبة. غير القصف ملامح مدينة تعز بأكملها، وأصبحت مستشفياتها تناشد المنظمات والهيئات الدولية المساعدة لتوفير اللوازم الطبية الأساسية، بعد أن فاق عدد نزلائها طاقة استيعابها، وبينما تواجه منظمات الإغاثة صعوبة في الوصول إلى تعز بسبب سوء الأحوال الأمنية، اضطرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تعليق أعمالها في عدن جنوبي البلاد، إثر هجوم مسلح على مكاتبها استولى خلاله المهاجمون على تجهيزات وأموال، حيث كشفت المتحدثة باسم اللجنة في اليمن، ريما كمال، أن ”مسلحين اقتحموا يوم الاثنين المكتب المحلي في عدن وهددوا الموظفين بالسلاح، وبالتالي قمنا بتعليق عملياتنا في عدن موقتا”، وأوضحت أن 14 من الموظفين وهم من جنسيات أجنبية نقلوا من عدن إلى مناطق أخرى في البلاد على سبيل الاحتياط، لكنها لم تحدد وجهتهم. كما قتل مدنيون وأصيب آخرون الثلاثاء في قصف من مليشيا جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على أحياء سكنية في مدينة تعز، وأفادت مصادر محلية بأن الحوثيين والقوات الموالية لصالح قصفت بالمدفعية الثقيلة وصواريخ كاتيوشا أحياء تعز القديمة وحوض الأشراف ومنطقة الدمغة في جبل صبر المطل على المدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين. وأضافت المصادر أن القصف أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمحال التجارية، كما استهدف أحد المساجد التاريخية في المدينة القديمة، بينما تستمر الاشتباكات العنيفة بين المقاومة ومليشيا الحوثي في عدة مناطق، وفي مدينة تعز أيضا، قُتل أول أمس الثلاثاء نحو 20 من مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، وأصيب عشرات في غارات شنتها طائرات التحالف على مواقع لقوات الحوثيين في المدينة. وتأتي هذه الغارات في وقت تشهد فيه المدينة تصاعدا للقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل القوات المتمردة على الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في الأيام القليلة الماضية، ودفع الحكومة اليمنية إلى إعلان المدينة منكوبة، وشنت طائرات التحالف الثلاثاء 13 غارة على مواقع للحوثيين وقوات صالح غرب مدينة تعز، كما أغارت على معسكر الدفاع الجوي ومبنى قيادة المنطقة الخامسة في محيط مدينة الحديدة.