”الله، الله، الله ينجينا من الآتي”! هكذا يقول المطرب اللبناني الملتزم مارسيل خليفة، في إحدى أغانيه، وكأنه يقرأ طالع شعوب المنطقة وما آلت إليه إثر الجريمة، بل الخديعة الكبرى التي سموها الربيع العربي. أمس مرت 14 سنة على أحداث 9/11 وما زالت ارتدادات ذلك الزلزال تهز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والخوف من الآتي، أن تكون المنطقة دمارا بعد توقف الزلزال، دمار في الإنسان والعمران والنفوس. تأتي هذه الذكرى والمشروع الأمريكي للمنطقة يصل إلى أخطر مراحله، مرحلة تدمير الإنسان وتفريغ بلدان بأكملها من سكانها. وهذا ما تعيشه هذه الأيام سورياوالعراق حيث أجبر غول داعش الذي صنعته أمريكا وإسرائيل، الملايين على الفرار تاركين أوطانهم وبيوتهم وأراضيهم وراءهم، في حبكة تشبه تلك التي صنعتها بريطانيا بمباركة الأممالمتحدة سنة 1948 والتي أجبرت آلاف الفلسطينيين على الفرار من مجازر الصهيونية، ليحل محلهم مستعمرون إسرائيليون. ومازال المأزق إلى اليوم يشد الخناق على الفلسطينيين في الملاجئ. فجر سعوديون ويمنيون برجي التجارة ومبنى البنتاغون مثلما تقول الرواية الرسمية هناك، ومثلما أظهرت محاكمة المتورطين في الجريمة باسم القاعدة، لكن شظايا الدمار تعصف اليوم بالعراقوبسوريا، وأيضا اليمن. واليمن قصة أخرى، شظايا قنبلة 9/11 لم تسقط صدام فحسب من الحكم وتقدمه إلى المشنقة ليضحي به الحاكم الأمريكي صبيحة عيد الأضحى، وإنما دمرت العراق، صناعة وزراعة، بحرق ملايين النخيل، ودمرت مدنا وآثارا تعود لبضعة آلاف سنة، ودمرت قبل كل شيء الإنسان، بعدما اغتالت ما يقارب الألف عالم من أكفأ العلماء العرب، في عملية تصفية تكفلت بها الموساد لتضمن ألا تقوم للعراق قائمة. لم ينتقم بوش الذي دخل يومها غرفة العمليات السرية في البيت الأبيض، وعلى لسانه قرار واحد، أن يحتل العراق ويدمره وينتقم لوالده من صدام حسين، والذريعة السلاح النووي... وتنتهي اللعبة القذرة باعتراف كاتب الدولة للخارجية وقتها، كولين باول، أن أمريكا كانت تعلم أن العراق لم يكن يمتلك السلاح النووي، لكن بعد ماذا؟ بعد أن سحل شرف العراق في أروقة أبو غريب، قبل أن يستلمه الزرقاوي، وبعده بغدادي داعش الذي لم يكتف بسبي الإيزيديات والكرديات، بل يقدم يوميا آلاف العراقيين الشرفاء قربانا على مذبحة المشروع الأمريكي. واليوم يهجر العراقيون رفقة أشقائهم السوريين إلى أوروبا التي تعاني عقما ديمغرافيا، وفي حاجة إلى تجديد بنية سكانها، ولم تجد أفضل من السوريين والعراقيين، فهم من أكثر الشعوب العربية وأحسنهم تعليما وتكوينا، ولذلك فتحت ماركيل أبواب ألمانيا واسعا... لم تتوقف ارتدادات زلزال 9/11 في منطقة الشرق الأوسط، بسقوط نينوى وتدمر التاريخيتين، ولا بغرق أيلان ذي الصورة التي هزت العالم، الصورة التي تبين لاحقا أنها مفبركة، مع أن موت أيلان كان حقيقة مرة، لكن أكدت صور أخرى أنه نقل من المكان الذي عثر فيه على جثته وقدم بطريقة بروباغندا لتهز العالم، وتهز المترددين في أوروبا على قبول اللاجئين ففعلت فعلتها، ولن تتوقف بخرق وقطع رؤوس الآلاف الآخرين من العراقيين والسوريين. فقد كشفت مواقع إعلامية أن مؤسسة روتشيلد الصهيونية هي من تمول حملات التهجير القسري المغلفة بعملية لجوء وفرار الآلاف من السوريين والعراقيين من بلدانهم، لإخلاء المزيد من الأراضي، تلك الأراضي التي كانت وما تزال تشكل رقعة من أرض الميعاد المحصورة بين خطين أزرقين على علم الدولة الصهيونية. هل تعرفون من هي روتشيلد؟! لم يحل السلام الذي وعد به أوباما العرب وهو يقول السلام عليكم في جامعة القاهرة في مصر، متوعدا بأن عصرا جديدا سيبدأ في الشرق الأوسط، فكل يوم نكتشف أن اللعبة، بل المأزق خطير وخطير جدا، والجريمة أكبر من بشاعة مذابح داعش وزنا جهاد النكاح وأسواق السبايا. الجريمة هي محو حضارات تجاوزت آلاف السنين في عراقتها، حضارة تكذب كل ادعاءات بني صهيون ومؤامراتهم الدنيئة في فلسطين، فكان لابد أن تختفي، لتترك المكان لأسطورة شعب الله المختار.. فهل سينجي الله شعوب المنطقة من الآتي؟!