* إيفاد لجان تحقيق إلى الولاية بغية التقصي في الوقائع أوردت مصادر أمنية محلية مطلعة ل”الفجر”، أن مصالح الأمن بولاية خنشلة، شرعت منذ أيام، في تحقيقات مكثفة وعميقة، بشأن معلومات مؤكدة تفيد بالتحاق 15 شخصا من ولاية خنشلة، بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، وذلك انطلاقا من دول أوروبية، ثم الاتجاه صوب سورياوالعراق. وأفادت مصادر ”الفجر” أن هناك احتمال التحاق البعض الآخر من هؤلاء الأشخاص المختفين بإحدى الجماعات الإرهابية المحلية، دون استبعاد فرضية اختطافهم من الإرهابيين وتجنيدهم في صفوف الجماعات الإرهابية لاحقا، وأوضحت أن التحقيقات لا تزال متواصلة وجارية حول الشباب المختفين، خاصة أن من بينهم 5 قُصّر لم يبلغوا بعد سن الرشد. وقد أثارت قضية اختفاء كل من ”خالد. ش” 18 سنة، ”عبد المؤمن. ك” 17 سنة، ”سليم. ز” 18 سنة، ”رشيد. ط” 17 سنة، ”رامي. ح” 17 سنة، بولاية خنشلة، علامات استفهام كبيرة وسط عائلاتهم خاصة وأن جميعهم قُصر ولم يبلغوا سن الرشد القانوني، جعلت السكان يعيشون حالة من الخوف الشديد أمام ورود فرضية اختطافهم، في الوقت الذي أصدرت مصالح الأمن بالولاية برقية بحث على مستوى مختلف ولايات الوطن. وبحسب شهود عيان ومصدر أمني محلي مطلع ل”الفجر”، فقد أطلقت عائلات هؤلاء الأشخاص المختفين بولايتي خنشلة وأم البواقي، حملة بحث وتفتيش واسعة منذ أزيد من أسبوعين، وذلك مباشرة بعد انقطاع أخبار أبنائهم الذين تشير بعض المعلومات إلى أنهم قصدوا الحمام المعدني ”الصالحين” بالحامة بخنشلة، لكن انقطاع أخبارهم وطول مدة تواريهم عن الأنظار دون سبب واضح، بث الرعب في نفوس عائلاتهم وجعلهم يباشرون عملية البحث عنهم، بعد أن قاموا بإيداع بلاغات باختفاء أبنائهم لدى مصالح الأمن المعنية. من جهة أخرى، عبّر عدد من أهالي أشخاص منتمين للتيار السلفي بمدينة قايس بولاية خنشلة، ل”الفجر”، عن مخاوفهم وقلقهم الكبير بعد اختفاء أبنائهم منذ أيام في ظروف غامضة ودون سابق إنذار. وحسب هؤلاء الأهالي فإنهم يعيشون حالة من القلق والخوف على مصير أبنائهم الذين اختفوا عن الأنظار دون أي سابق إشعار، حيث تشير الأخبار المتداولة في الشارع المحلي إلى عدة روايات منها إمكانية التحاق هؤلاء بأحد التنظيمات المتشددة في دول مجاورة، أو بمنطقة المشرق العربي، في إشارة إلى إمكانية التحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، بينما تشير روايات أخرى إلى إمكانية تعرض هؤلاء إلى الاختطاف من قبل جماعة إرهابية. وأوضحت مصادر ”الفجر” أن أقارب المختفين الذين يفوق عددهم الثمانية أفراد، وهم من أتباع التيار السلفي المنتشر بكثرة في المنطقة خاصة في السنوات الأخيرة، وتتراوح أعمارهم ما بين 17 سنة و45 سنة، قد أبلغوا الجهات المعنية بخبر اختفاء أبنائهم المفاجئ، كما أنهم باشروا حملة بحث واسعة عنهم لكنها باءت بالفشل، خاصة وأن هواتف هؤلاء ظلت مغلقة منذ تاريخ اختفائهم الغامض. .. تسجيل اختفاء 150 شخص في ظرف سنتين بخنشلة وكشفت مصادر أمنية محلية موثوقة ل”الفجر”، أن المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، والقائد العام للدرك الوطني اللواء مناد نوبة، أوفدا على الفور لجنتي تحقيق مركزيتين إلى ولاية خنشلة، للبحث وتقصي الحقائق حول ظاهرة الاختفاء الغامض والمتكرر لشباب الولاية، مع العلم أن هناك إحصائيات شبه رسمية تشير إلى أنه تم تسجيل في ظرف سنتين اختفاء حوالي 150 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 17 سنة و45 سنة، وأن جميع هؤلاء المختفين لم يتم العثور عليهم حتى الآن، فيما تأكد التحاق أزيد من 80 بالمائة منهم بالجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم ”داعش”. ... تفكيك شبكة دعم وإسناد وتجنيد الشباب في ”داعش” بخنشلة من جهة أخرى، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة خنشلة الابتدائية، أمس الأول، بإيداع مجموعة من الأشخاص الحبس، كانوا قد أوقفوا نهاية الأسبوع الماضي، بعد تحريات واسعة لمصالح الأمن المختصة قادت إلى تفكيك شبكة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية وتجنيد الشباب للانخراط في تنظيم ”داعش”. وينحدر الموقوفون من بلديات خنشلة، المحمل، الحامة، قايس والعاصمة، وتتراوح أعمارهم بين 35 و50 سنة، ويقومون بتجنيد الشباب للالتحاق بتنظيم داعش بسورياوالعراق. وبحسب مصدر قضائي محلي مطلع ل”الفجر”، فقد وجهت تهمة إنشاء جماعة إرهابية لخمسة متهمين، فيما تمّ توجيه تهمة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية لأربعة آخرين، كما تمّ وضع ثلاثة متهمين تحت الرقابة القضائية، واستفاد منهم آخر من انتفاء وجه الدعوى لعدم وجود أدلة الإدانة.