انتشرت صباح أمس أعداد معتبرة من عناصر مكافحة الشغب مسلحة بالهراوات لمواجهة احتجاجات عارمة لسكان الحي العتيق ”لاكولون”، في قلب مدينة عنابة المطالبة بحصة السكن الاجتماعي تزامنا وحملة الترحيل التي تشهدها باقي مواقع السكنات الفوضوية. ويعتبر احتجاج سكان حي لاكولون الثاني من نوعه خلال شهر واحد، حيث عمدوا إلى قطع كافة الطرقات المؤدية إلى مستشفى ”ابن رشد الجامعي” على غرار حي الغزالة، وابن باديس، ما تسبب في فوضى مرورية عارمة أجبرت المتنقلين من المستشفى إلى وسط عنابة أو المتوجهين من هذه الأخيرة إلى أعالي المدينة على العودة أدراجهم تحت حراسة أمنية مشددة هدفت لتفادي أي انزلاقات ممكنة خصوصا بعد استخدام المواطنين لقطع خشبية وحجارة لسد مداخل الطرقات والتجمع عندها منددين بتجاهل السلطات لهم خاصة وأن غالبية السكنات مصنفة ضمن تلك المهددة بالانهيار وفق تقارير مكاتب هندسية معتمدة. من جانب آخر، أكد المحتجون إقصائهم من أي برنامج إسكاني، على الرغم من إيداعهم لملفات سكن تعود لسنوات التسعينات وإعادة إحصائهم مرة بعد أخرى من قبل لجان بلدية غير أنه لم يتم إدراجهم في أي برنامج إعادة إسكان لتتواصل معاناتهم خصوصا خلال موسم الشتاء وما يسببه من فيضانات عارمة تغرق الطوابق السفلية لبنايات سكنية تعود للحقبة الاستعمارية متآكلة ومهترئة كليا لم تتعرض لأي إعادة تهيئة أو ترميم، في هذا الإطار ناشد المعنيون السلطات الولائية بالتفاتة جادة لسكان الحي العتيق لاكولون لانتشالهم من الوضعية السكنية الصعبة التي يتخبطون بها مشددين على ضرورة الفصل في مصير هذه البنايات الهشة.