فتحت أمس مراكز الاقتراع في إسبانيا أبوابها، في انتخابات تشريعية وصفت بالتاريخية، مع ظهور حزبين جديدين في وجه الكبيرين المسيطرين على البلاد منذ مدة طويلة. ما يوحي بتغير المشهد السياسي في البلاد منذ آخر انتخابات وتوقعات بانهيار نظام القطبية السياسية وكسر هيمنة الحزبين الرئيسيين اللذين تناوبا على السلطة منذ 1978 وتشكيل حكومة ائتلافية للمرة الأولى بتاريخ إسبانيا. وسيحسم 36.5 مليون ناخب إسباني منهم 1.8 مليون من المقيمين في الخارج جدل الصراع على السلطة التي يتنافس عليها أربعة أحزاب سياسية هي الحزب الشعبي اليميني وحزب العمال الاشتراكي الإسباني التقليديين والحزبين الصاعدين ”بوديموس” و”سيودادانوس”. حيث أصبح على الحزبين الكبيرين تقليديًا وهما الحزب الشعبي (محافظ) بزعامة رئيس الوزراء ماريانو راخوي والحزب الاشتراكي، مواجهة حزبين جديدين. فحزب بوديموس اليساري المتشدد حليف حزب سيريزا اليوناني يهدد مكانة الحزب الاشتراكي يسارًا، في حين يهدد حزب سيودادانوس الليبرالي مكانة حزب راخوي يمينا. ويتعين على الناخبين اختيار 350 نائبا في مجلس النواب من أصل 657 مرشحا و208 في مجلس الشيوخ من أصل 605 مرشحين، وسيعلن عن أولى النتائج فجر اليوم. وسيدلي خلالها نحو 1.6 مليون ناخب جديد بأصواتهم للمرة الأولى في الانتخابات العامة التي بلغت تكلفتها أكثر من 130 مليون يورو. وجدير بالذكر أنّ الفوز بأكبر عدد من الأصوات في منطقتي الاندلس و كتالونيا يكتسب أهمية كبيرة في هذه الانتخابات لاسيما انهما معا تختاران نحو ثلث أعضاء البرلمان الإسباني وهما الأندلس 61 نائبا وكتالونيا 47 نائبا. وتأتي هذه الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، جندت لها السلطات نحو 92 ألف عنصر أمن وشرطي، كما أعلنت إسبانيا مستوى تأهب أمني عند (الدرجة الرابعة على مقياس من خمسة) في أعقاب هجمات باريس.