* الجزائر قلقة من كثافة تنقل المغاربة إلى ليبيا عبر أراضيها بينما لم يصدر أي رد فعل عن السلطات المغربية، إزاء استدعاء وزارة الخارجية الجزائرية للسفير المغربي لدى الجزائر، عبد الله بلقزيز، للتعبير عن قلقها من كثافة تنقل المغاربة إلى ليبيا عبر أراضيها، غير أنها سارعت إلى تهيئة الوضع للرد، بعد أن استبعد محلل سياسي مغربي أن يكون هدف 129 مغربي الذين أوقفتهم السلطات الجزائرية في مطار الجزائر، هو الالتحاق ب”داعش”. وقال عبد الله الرامي، الباحث المغربي المتخصص في الجماعات الإسلامية، في تصريح ل”الشرق الأوسط”، إن الرحلة الجماعية للموقوفين المغاربة تتعارض مع أدنى الشروط الأمنية المفترض اتباعها من طرف أفراد ينتمون إلى جماعة إرهابية خلال تنقلهم، وأضاف أن هذه مغامرة لا يمكن فهمها إلا في إطار سلوك المهاجرين غير الشرعيين ”الحرّاڤة” الراغبين في الالتحاق بأوروبا، والذين لا يتوانون عن ركوب قوارب الموت من أجل تحقيق هذا الهدف، فهؤلاء لا يستحضرون في الغالب الهاجس الأمني كما هو الشأن بالنسبة للمتطرفين، لكن ما تجاوزه المحلل المغربي هو أن المسافة الفاصلة بين المغرب وإسبانيا لا تقارن بين ما هو بين ليبيا وإيطاليا، وأيضا اختلاف المخاطر وتباينها، خاصة وأن التقارير الدولية تؤكد وتكشف في كل مرة، وقوف شبكات مغربية وراء نقل المهاجرين السريين إلى أوروبا. ويرى الرامي أن المجموعة التي أوقفتها السلطات الجزائرية، والتي دخلت البلاد جوا عبر مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، ربما كان هدفها استغلال الأوضاع في ليبيا للهجرة إلى أوروبا عبر إيطاليا، وقال إنه ”من خلال الممارسات وأيضا من خلال تتبع الشبكات الاجتماعية، يظهر أن المهاجرين غير الشرعيين أصبحت لديهم قناعة بوجود فرص للهجرة في بؤر التوتر والحروب، فقبل أسابيع ثارت ضجة حول اعتقال السلطات التركية ل40 مغربيا واتهامهم بمحاولة الالتحاق بسوريا، وبعد ذلك تبين أن هدفهم هو التسلل وسط اللاجئين السوريين نحو أوروبا”. ويضيف الرامي أن تطور الأحداث في ليبيا والأخبار المتداولة عن قصف ”داعش” لآبار النفط ووجود حركة لاجئين في ليبيا، شجع هؤلاء المغاربة عبر بحث فرص الالتحاق بها، للاستفادة من فرص الهجرة. وبخصوص فرضية كون الالتحاق ب”داعش” وراء سفر المغاربة، يقول الرامي إنه يستبعد النظرية لصلابة المراقبة الأمنية في الجزائر، إضافة إلى شساعة التراب الجزائري وطول حدودها مع ليبيا، الشيء الذي سيتطلب من المهاجرين قطع مسافات كبيرة وسط الصحراء عبر مناطق لا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحول، سياحية، مضيفا أنه ”لو تعلق الأمر فعلا بمتطرفين لما كانوا بهذا العدد دفعة واحدة، ولما استعملوا مطار الجزائر لاختراق الحدود المغربية - الجزائرية، كما أن المتطرفين كانوا سيفضلون المرور مباشرة عبر تونس بدل الجزائر نظرا لوجود شبكات دعم في تونس”. ويشاطر نفس الرأي، الناشط الحقوقي هشام بركات، رئيس جمعية ”إيه بي سي ديز”، وشبكة المغرب والساحل للهجرة في مدينة وجدة، الذي حاول تبرير الظاهرة، وقال إنه ”حتى الآن لا نتوفر سوى على بيان السلطات الجزائرية المقتضب، ولا نعرف شيئا عن هوية الموقوفين، ومن الصعب اتهام شخص بريء قبل أن تتضح الصورة”، مرجحا أن تكون الهجرة خلف الرحلة الجماعية للمغاربة الموقوفين. وأضاف أنه ”علينا انتظار تحقيق الأجهزة الأمنية المغربية، ومعرفة هوية الموقوفين، وإجراء بحثنا الخاص كحقوقيين عبر الاتصال بأسرهم ومحيطهم لمعرفة إن كانت لهم ميول متطرفة، أم أنهم فقط يبحثون عن فرصة للعبور نحو أوروبا”.