أكدت نتائج التحاليل المخبرية الصادرة نهاية الأسبوع الماضي بأن عينة محصول الطماطم التي تم نقلها من محيط وادي عبيد شرق ولاية مستغانم غير قابلة للاستهلاك، بسبب سقيها بالمياه القذرة، ما يستدعي إتلافها، حسبما علمت الفجر من مصالح دائرة سيدي لخضر. وقد شرعت لجنة خاصة على مستوى الدائرة بالإشراف على عملية الإتلاف وسط مقاومة عنيفة من الفلاحين وعائلاتهم، الذين يواصلون منع دخول المركبات المعدة خصيصا للعملية. وتعود القضية إلى نهاية شهر ديسمبر الماضي، حين تمكنت مصالح الدرك الوطني بولاية مستغانم من اكتشاف 7 مضخات على طول وادي عبيد الذي يعتبر الممر الوحيد لمئات الأمتار المكعبة من المياه القذرة من بلديتي سيدي لخضر وسيدي علي باتجاه البحر، وتمكن هذه المضخات من سقي عشرات الهكتارات في محيط الوادي، فيما فشلت السلطات المحلية والأمنية بولاية مستغانم في منع الفلاحين من العودة إلى هذه الأساليب غير الشرعية لسقي أراضيهم لزراعة الفواكه الموسمية والخضر وتسويقها داخل وخارج الولاية، ما يشكل خطرا على الصحة العمومية، حيث سبق إتلاف عشرات الهكتارات من محصول البطيخ سنة 2009 بنفس المنطقة. ويمتد وادي عبيد على مسافة 17 كلم ويقطع المساحات الفاصلة بين بلديتي سيدي علي وسيدي لخضر. ويعتبر الوادي الممر الوحيد للمياه القذرة من بلديتي سيدي لخضر وسيدي علي وهما من أكبر الأوعية الحضرية بالولاية، وقد شجعت تضاريس المنطقة الجافة بعض الفلاحين في تركيب مضخات داخل الوادي لضخ المياه القذرة واستعمالها للسقي، مستغلين صعوبة المراقبة على طول الوادي، فيما ينتظر أن يمكن إتمام إنجاز محطتي تصفية المياه القذرة في كل من بلديتي سيدي لخضر وسيدي علي في حل هذا المشكل نهائيا، بينما سيقدم الفلاحون الذين ثبت استعمالهم للمياه القذرة في السقي أمام العدالة.