أكد بنك ”غولدمان ساكس” إلى أن محاولات منظمة الدول المصدّرة للنفط ”أوبك” في تخفيض إنتاجها ورفع أسعار النفط أتت متأخرة، وهو ما يعتبر ضربة موجعة للاقتصاد الجزائري، في الوقت ذاته استبعد البنك أي تعاون بين أوبك وروسيا حول خفض الإنتاج. توقع بنك ”غولدمان ساكس”، أول أمس، أنّ انخفاض أسعار النفط مجدداً لما دون 26 دولاراً للبرميل الواحد، وأضاف محللو الشركة في تقرير لهم ”لقد تأخر المنتجون التابعون لأوبك من إيقاف انخفاض آخر في أسعار النفط”. وأضاف المحللون بأن الوضع سيفرض مزيداً من الوقت لتظهر آثار انقطاع الإنتاج بالأخص مع التضخم الذي تشهده الأسهم في القطاع النفطي. وقد أدّت هذه الشكوك من محللي ”غولدمان ساكس” وغيرها من الشركات إلى انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة 6 في المائة، أول أمس، ليبلغ سعر البرميل الواحد 31.75 دولارا. واستبعد مصرف ”غولدمان ساكس” ”في شكل كبير” أن تتعاون ”أوبك” مع روسيا لخفض الإنتاج”، معتبرًا ”أن خطوة كهذه ستؤتي نتائج عكسية إذ سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى إعادة الإنتاج المجمد إلى السوق”. وأظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية ان الإنتاج النفطي الروسي زاد إلى 10.88 مليون برميل يوميًا في جانفي في مقابل 10.83 مليون برميل يومياً في ديسمبر. ورجح استطلاع لوكالة ”رويترز” أن تكون المخزونات التجارية الأميركية من الخام زادت بواقع 4.7 مليون برميل الأسبوع الماضي لتسجل مستوى قياسيا جديدا عند 499.6 مليون برميل. ومن جهتها حذرت الشركات من التبعات السيئة لانخفاضها ولارتفاع إقبال المستثمرين على الأسهم النفطية، مثل إفلاس الشركات المنتجة للنفط، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الفائدة الإجمالية من قطاع الطاقة، وتأثير هذا كله على الأسواق النامية مثل البرازيل. كما ارتفعت أسعار النفط بحدة منذ 20 جانفي، ليبلغ سعر برميل النفط 34.82 دولاراً، وهو ارتفاع بنسبة 33 في المائة مقارنة بسعر بلغ 26.19 دولاراً. وتراجع سعر نفط ”برنت” أكثر من خمسة في المئة، وهبط النفط الأمريكي الى مستوى أقل من 30 دولارًا للبرميل، بفعل المخاوف في شأن آفاق الطلب وزيادة المعروض، فيما تلاشت الآمال بالتوصل إلى اتفاق بين منظمة ”أوبك” وروسيا في شأن خفض الإنتاج. وهبط سعر ”برنت” تسليم أفريل 1.82 دولار إلى 32.42 دولار للبرميل بعدما هبط 1.75 دولار أو ما يعادل 4.9 في المئة عند التسوية في الجلسة السابقة. ونزل سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة تسليم أقرب شهر استحقاق، 1.63 دولار إلى 29.99 دولار للبرميل، بعدما هوى إلى 29.92 دولار. وكان الخام هبط دولارين أو ما يعادل 5.9 في المئة في الجلسة الماضية. واتخذت الدول المنتجة للنفط داخل ”أوبك” وخارجها تدابير تقشف ووجهت نداءات استغاثة الى المؤسسات المالية الدولية أو لجأت الى عمليات تخصيص جزئية في مواجهة التراجع الحاد في عائداتها. ووجدت الدول المنتجة للخام نفسها مرغمة على البحث عن مصادر اخرى للعائدات واللجوء إلى خفض نفقاتها. وقال كبير اقتصاديي في بنك ”سوسييته جنرال” أوليفييه غارنييه ”إنه مصدر للخطر”.