دق البطل الجزائري في السباحة سابقا، سليم إيلاس، ناقوس الخطر، بخصوص التدهور الخطير لمستوى السباحة الجزائرية، وتراجع نتائجها على الصعيد الافريقي والعالمي، مؤكدا أن الجزائر باتت بعيدة جد عن المستوى العالمي في الوقت الراهن، ولا يتوقع أن تنجح في التنافس خلال الألعاب الأولمبية القادمة. وتحدث إيلاس مع ”الفجر” عن الوضعية الراهنة للسباحة الجزائرية، أمس، على هامش الملتقى الوطني للمسابح الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، بحضور مسؤولي اتحادية السباحة، ورؤساء أندية السباحة عبر الوطن، حيث أوضح رؤيته بخصوص سياسة الاتحادية الحالية. أهلا بك سليم إيلاس، كبطل عالمي سابق في السباحة، لا بد أن نستفيد من تجربتك، ونظرتك حول السباحة في الجزائر حاليا؟ أهلا بكم، أنا حاليا أعمل على تطوير السباحة الوطنية وتسخير خبرتي لذلك، حيث أعمل في رابطة وهران للعبة، أما نظرتي حول السباحة الجزائرية حاليا، فالجميع يعلم أن مستوى ونتائج السباحة الوطنية تراجع بصورة رهيبة في السنوات الأخيرة. حسب رأيك، لماذا عجزت الجزائر عن إيجاد أسماء مثلك قادرة على تشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية؟ المشكل يكمن في الاستراتيجية المتبعة من طرف المسؤولين عن السباحة، أنا لا أنتقد الاتحادية، لأن الجميع مسؤول عن تراجع السباحة في الجزائر، حيث لا توجد هناك منشآت كافية، وهناك غياب واضح للتكوين والعمل البعيد الأمد. لكن الوزارة أكدت أن الجزائر لديها الآن عدد كبير من المسابح عبر مختلف ولايات الوطن، وهناك مشاريع جديدة من أجل تدشين المزيد من المسابح مستقبلا، ألا تعتقد أن المشكل لا يتعلق بالمنشآت كما قلت؟ هناك العديد من المسابح صحيح، لكنها ليست مسابح موجهة للمنافسة، بل خاصة بعموم الناس، ولا تتطابق مع الشروط العالمية، مؤخرا نسمع المسؤولين يتحدثون عن وجود عدة مسابح نصف أولمبية لصالح النخبة الوطنية، وهي العبارة العارية من الصحة، لأنه لا يوجد هناك مسابح نصف أولمبية، بل هناك إما مسابح أولمبية تطابق المعايير الدولية، أو مسابح للترفيه غير موجهة للرياضيين، وهي أغلب المسابح في الجزائر. لكن حتى عندما كنت سباحا وتألقت لم يكن هناك مرافق مطابقة للمعايير الدولية، لكنك نجحت، ألا تعتقد أن المشكل يكمن في السباحين الحاليين، وغياب أسماء قادرة على رفع التحدي؟ في الجزائر هناك المواهب القادرة على التألق، وتحقيق ما حققته وأفضل، لكن العوائق كبيرة وقد تكسر المواهب وعزيمتهم، خاصة العائق الدراسي، والذي تسبب في توقف عدة مواهب في السباحة عن ممارسة الرياضة، حيث ترفض المدارس والجامعات إعفاء الرياضيين من الامتحانات التي تأتي في زمن المنافسات، ما يؤدي في الأخير إلى تخلي الشباب عن السباحة، لقد تابعت العديد من المواهب التي توقفت عن السباحة لسنة بسبب البكالوريا، ولم تنجح في العودة مجددا مثلما كانت عليه، ففي السباحة عندما تتوقف لفترة طويلة كسنة، فيمكن أن تودع المستوى العالي بشكل نهائي.