تحدث رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة، أحمد شيباركة، إلينا بكثير من الغضب لما استفسرناه عن سبب إقالته لعدة مسؤولين في هيئته الفيدرالية عند بداية عهدته، واعتبر أن ما قام به يدخل في صلاحياته التي تجيز له مراقبة كل كبيرة وصغيرة في مجال تسيير الفرع، كما اعتبر في هذا الحوار الذي خصصه ل«المساء” أن ما يهمه بالدرجة الأولى هو منح المسؤولية لأناس مسؤولين يقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولا يحبّذ الاعتماد على أشخاص لا يسعون سوى للبحث عن مصالحهم الشخصية، وهو ما دفعه كما قال إلى القيام بعملية تطهيرية في الجانبين الفني والإداري. في البداية نريد أن تقدم لنا حصيلة عن نشاط الاتحادية منذ انتخابكم على رأسها سواء في ما يتعلق بالتنظيم أوالنتائج. من السابق لأوانه تقديم عرض دقيق عن حصيلة نشاط الاتحادية منذ انتخابي على رأسها، لكن الذي أسعى إلى تحقيقه منذ ترأسي الهيئة الفيدرالية هو تطوير الفرع على عدة أصعدة، وبشكل خاص السماح له بكسب تجهيزات رياضية تتناسب مع ما يطمح إلى تحقيقه كمرحلة أولى على المستوى الإفريقي والعربي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، كما نسعى دوما إلى الاستجابة لطلبات الرابطات عن طريق تكوين الإطارات (مدربين ورسميين)، إلى جانب رد الاعتبار لرياضة السباحة المائية والسباحة التقنية والغطس. كيف يتم التعامل مع الرابطات، وما هي درجة تعاملها مع الهيئة الفيدرالية ؟ وهل ازداد عددها في عهدتكم؟ أغلبية الرابطات تستجيب لتعليمات الاتحادية وهذا ما خلق ثقة متبادلة بين الطرفين تخدمهما وتخدم مصلحة السباحة الجزائرية، نحن في الاتحادية نشجع دوما الرابطات لكي تقوم بمبادرات كتنظيم عمليات ومنافسات وندوات وحتى ملتقيات، فمثلا رابطات بسكرة والجلفة والبيّض ووهران حاولت تنظيم منافسات في الماء الحر، لكن العملية كانت تمثل خطرا على السبّاحين وتم بالتالي وتم التخلي عن هذا المشروع. كيف يجري تنظيم الفرق الوطنية بكل أصنافها، وما هي نتائجها على المستوى الدولي، وهل تنشط طيلة الموسم؟ عملت منذ انتخابي على ضرورة تواجد المنتخبات الوطنية بكل أصنافها، أي من صنف الكتاكيت إلى غاية صنف الأكابر، كل واحدة منها لها طاقمها الفني والإداري وتنشط طيلة الموسم الرياضي، بالإضافة إلى مشاركتها في المنافسات الوطنية والدولية، وكما يعلم الجميع أهمية الاعتماد على هذه المنتخبات تتمثل في كون كل سباحيها يمثلون مستقبل السباحة الجزائرية، لذا، لا نبخل بأي شيء عليها لتجهيزها بكل ما تطلبه من الاتحادية. بحديثكم عن الفرق الوطنية، من مِن سبّاحيها أصبح لهم وزن ثقيل فيها؟ يمكنني ذكر البعض منهم مثل نفسي رانية، خندريش لونيس، شيبراكة ماجة، مجاهد نسرين، رياض بوحميدي، ملجي سيرين، سعيود جواد، بلمان منصف، كشة سمار، بن عسرون، العرباوي جواد، عفان عبد القادر، مليح أحمد وبن عبيد أيمن. البعض منهم يستفيد حاليا من الدعم المالي، والبعض الآخر اقترحتهم الاتحادية ليشاركوا مستقبلا في أولمبياد 2020. أظن أننا في خط واحد مع تعليمات وزارة الشباب، في ما يتعلق بالتكفل بالفرق الوطنية بمختلف أصنافها. ما هي المشاكل التي تعترضكم في تسيير البطولة، وهل كل السبّاحين والأندية لا يجدون مشاكل للقيام بهوايتهم المفضّلة؟ في ما يتعلق بتسيير البطولة لا نجد أي صعوبات في القيام بمهمتنا، لكن الجانب الذي نعاني منه في محاولتنا للوقوف مع الأندية هو مشكل الأحواض التي ليست كلها في متناول سباحينا، لأن المسابح أصبحت وسيلة تجارية إلى درجة أن الذين يسبحون فيها لهم توقيت زمني أطول من سباحي الفرق الوطنية، شيء غير منطقي، ولذلك نأمل في أن نصل إلى وضع لسباحينا في توقيت زمني معتبر في الممارسة الرياضية شبيه بالذي يستفيد منه السباحون العالميون في الخارج. هل تعتقدون أن المسابح التي أنجزت في السنوات الأخيرة سمحت بتقليص العجز الذي كان حاصلا في المنشآت الرياضية الخاصة بالسباحة؟ صحيح أنه أنجزت عدة مسابح، لكن ما هي الفائدة التي نستغلها منها عندما يتم منع سباحينا من استعمالها؟ لأن المشكل يكمن في أن هذه المسابح الجديدة تستغل أكثر من طرف المنخرطين مقابل مالي وهم كثر يزاحمون سباحينا في استعمال هذه الأحواض. أتمنى أن تزيل هذه العوائق التي تواجه سباحينا لا سيما بعد أن قررت وزارة الرياضة، أن يتم في كل مسبح السماح لثلاثة أندية مزاولة نشاطها بشكل منظم، وأظن أن هذا القرار صائب جدا ويسمح بتطوير السباحة الجزائرية. تعدون أحد رؤساء الاتحاديات القلائل الذين قاموا بعدة تغييرات في الطاقمين الإداري والفني لهيئتكم، هل يعد ذلك سياسة براغماتية من جانبكم، أم أنها أزمة ثقة.. مع من تتعاملون، حيث يتحدث البعض عن وجود شروخات عميقة بين أعضاء المكتب الفيدرالي؟ **أنا لا يهمني ما يتردد يمينا ويسارا، ما يهمني هو البحث عن استقرار تسيير الاتحادية وتطويره، سأسعى للحصول على الاستقرار حتى ولو تطلب منّي الأمر تغيير عشر مرات إطارات الاتحادية. لقد قمت بتغييرات عديدة بعد أن تيقنت أن بعض المسيرين لا يصلحون لتطوير الفرع، وكان لا بد أن يغادروا الاتحادية بعد أن عبثوا بتسييرها، لقد انتهت الاستراحة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص وأن ما قمت به في هذا الجانب منطقي ولم أتجاوز صلاحياتي. هؤلاء الأشخاص الذين دفعتهم إلى مغادرة الاتحادية لا يمكن لهم أن يعرفوا أحسن منّي بعدما كنت سباحا دوليا سابقا وشغلت مناصب عدة في السباحة كمدرب وطني ومدير فني وطني، كما أن وظيفتي هي مستشار رياضي، بل عملت أيضا كصحفي في المجال الرياضي وتعد كل هذه الوظائف التي مارستها خبرة أريد وضعها لصالح تطوير السباحة لا أكثر. أما بالنسبة للمكتب الفيدرالي، فليست فيه مشاكل عويصة سوى أن البعض من أعضائه يفضّلون في بعض الأحيان خدمة مصالحهم الشخصية عوض مصلحة السباحة مثل البحث عن المهمات إلى الخارج، لذا فإن العمل في المكتب الفيدرالي ليس سهلا مثلما يعتقده البعض، ولا أخفي عليكم أنني أواجه ضغوطا ومشاكل حتى من خارج الاتحادية، مثلا صحفي من إحدى القنوات الوطنية أصبح يستغل وظيفته لانتقادي في برامجه ولدى الوزارة بسبب أنني قمت بطرد إخوته من الاتحادية، لكن مثل هذه الممارسات لن تؤثر على عزيمتي في مواصلة السياسة التي انتهجها وتخدم بالدرجة الأولى السباحة، لا أبحث عن خدمة مصالحي الشخصية لما أقوم بمهمتي على أكمل وجه، بل بالعكس لقد خسرت كثيرا من الأشياء، فالسباحة هي جزء من حياتي ولا أريد أن أراها في الحضيض. شارك الفريق الوطني مؤخرا في البطولة العربية التي جرت بدبي. ماذا استنتجتم من هذه المشاركة؟ أتحدث عن هذه المشاركة بكثير من المرارة، لأن المصريين ناوروا بقوة لجعل هذه البطولة بطولتهم، فمثلا فرضوا قانونا جديدا لا يسمح للسباحين المشاركين في هذه البطولة خوض أربع منافسات فقط بعدما اصطحبوا معهم 76 سباحا وسباحة، وداسوا في هذا الجانب على قوانين الاتحادية الدولية للسباحة التي تسمح بالمشاركة في عديد من المنافسات. المصريون فرضوا سيطرة مطلقة في هذه البطولة بسبب مناوراتهم التي حرمتنا من الفوز بعدة ميداليات وهذا لا يخدم الرياضة العربية، والتقارب بين مسؤوليها في المستقبل، لذا أطلب من وزارة الرياضة أن ترفض المشاركة مستقبلا في البطولات العربية من أجل التنديد باستمرار هذه الممارسات التي تحرمنا من فرض نفسنا على المستوى العربي، لكن بالرغم من العوائق التي واجهتنا في دبي، فإن سبّاحينا سجلوا نتائج ممتازة، وأن البعض منهم يستحقونا اهتماما كبيرا من اتحاديتنا، البعض في أوساطنا الرياضية يطالبوننا بتسجيل نتائج فورية، بينما الجميع يعرف أن صنع بطل عالمي أو أولمبي يتطلب ستة عشر سنة مثلما كان الحال مع البطل السابق ايلاس سليم. متى تنطلق البطولات الوطنية للسباحة؟ بالنسبة للبطولة ما بين الأندية فستلعب يومي 17 و18 أفريل الجاري، بمسبح أول ماي بالعاصمة، أما منافسات البطولات المفتوحة فستجري بمسبح 5 جويلية في نهاية شهر جويلية، أو انطلاقا من شهر أوت، مع العلم أننا نشارك في هذه السنة في المنافسات العربية والإفريقية. كيف هي علاقاتكم بوزارة الرياضة، هل هي جيدة أم هناك نقص في التعامل معها؟ هي على أحسن ما يرام، الوزير محمد تهمي، منشغل باهتماماتنا وهذا يعد ايجابيا جدا بالنسبة لنا. حدّثونا عن بطولة الكرة المائية، أين وصلت منافساتها؟ منافسات الكرة المائية تجري بشكل منظم، حيث تخص فئة الأكابر التي ستنهي عن قريب المرحلة الأولى من المنافسات، على أن تواصل البرنامج بإجراء المرحلة الثانية من المنافسة التي تخص أيضا فئة الأواسط التي شاركت مؤخرا بمدينة العلمة في البطولة الوطنية لمرحلتها الأولى، على أن تجري الثانية في الأسابيع القادمة. هل طوّرت الاتحادية برنامج التكوين؟ يوجد تحت تصرفنا مستشارة من المعهد العالي للرياضة لدالي ابراهيم تتكفل بالتكوين لدى اتحاديتنا، حيث أنجزت حوالي خمسة عشر دورة تكوينية لصالح المدربين والرسميين، بالإضافة إلى أننا استضفنا الخبير موريس بوني، الذي أنجز تربصا لفائدة ثلاثين متربصا جزائريا في السباحة جاؤوا من مختلف مناطق الوطن. هل من كلمة أخيرة؟ أقول إنه لا يمكن دوما الاستماع إلى ما تردده بعض الأطراف من كلام سلبي وهدّام تريد تصفية حساباتها معنا لأننا لا نخدم مصالحها، مثل هذه الانتقادات تحرم عادة السبّاحين من الوصول إلى الأهداف التي سطروها. أطلبوا فقط كم من أرقام قياسية حطمت منذ أن توليت الاتحادية؟ لقد حطمت من طرف سباحين لهم مستقبل واعد، ولذا سأجيب على من ينتقدوننا سوى بالعمل وشكرا لجريدة ”المساء” لاهتمامها برياضة السباحة.