* مسؤول الصيانة: العطب كان نتيجة عدم تفقد السائق لمؤشر الفرامل الذي بلغ مرحلة الخطر أدانت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أول أمس، المتسبب في حادث المرور المروع الذي وقع على مستوى منطقة شوفالي، بعام حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة نافذة، مع إلزامه بدفع تعويض للضحية بقيمة 648 ألف دج، إضافة إلى تكاليف الجنازة المقدرة ب90 ألف دج، مع سحب رخصة سياقته لمدة سنة. المتهم، وهو سائق حافلة نقل الطلبة التابعة لمؤسسة إيتوزا البالغ من العمر 33 سنة، توبع في قضية القتل الخطأ والجرح الخطأ بواسطة حافلة نقل المسافرين، نتيجة ارتكابه لحادث مرور مروع راحت ضحيته فتاتان في عمر الزهور، الأولى لقت حتفها في مسرح الجريمة بينما تعرضت الفتاة الثانية لجروح متفاوتة الخطورة. وكانت قضية ”رانية وكاميليا” قد أثارت الرأي العام بعد تعرضهما لحادث مروري خطير في طريق عودتهما إلى المنزل على مستوى منطقة شوفالي بالعاصمة بتاريخ 22 فبراير على الساعة الخامسة و40 دقيقة مساء، بعد خروجهما من ثانوية عبد الرحمان بن رستم ”فوجرو”.. وكان شاهد عيان قد روى أنه حين كان عائدا من الدراسة، وكانت الضحيتان تسيران على بعد أمتار قليلة أمامه، قام بتجاوز الفتاتين وقطع الطريق، وما هي إلا لحظات حتى دوى صوت اصطدام سيارة، فتلفّت وشاهد رانية ساقطة جثة هامدة وآثار العجلات على وجهها، فيما انحرفت الحافلة باتجاه الرصيف. مضيفا أنه كانت هناك سيارة أجرة متوقفة في الطريق تنتظر مرور رانية وكاميليا، لكن سائق الحافلة التي كانت قادمة من الخلف وتسير بسرعة، فقد السيطرة على فرامل الحافلة، فاصطدم بمؤخرة سيارة الأجرة، والتي اندفعت باتجاه الضحيتين وصدمتهما بقوة، بينما واصلت الحافلة سيرها بعد أن فقد السائق التحكم فيها. حيث لفظت رانية أنفاسها في الحين، بينما ظلت صديقتها تفترش الأرض على مقربة منها ورجلها ملتوية حولها. وبمثول المتهم للمحاكمة، أكد أن الحادث كان خارجا عن إرادته وكان سببه الرئيسي راجعا لتعطل فرامل الحافلة التي كانت عائدة من جامعة بوزريعة في طريقها نحو الإقامة الجامعية بباب الزوار، ليقع ما لا يحمد عقباه. وأوضح بأنه بتاريخ الوقائع وخلال تفاديه الاصطدام بإحدى السيارات التي كانت قبله نتيجة تعطل فرامل حافلته، اصطدم بسيارة أجرة من نوع بيجو، ما تسبب في إصابة الضحيتين، حيث أكد بأنه لم يقصد إيذاء الضحيتين، وإنما تعطل الفرامل حال دون تمكنه من السيطرة على الحافلة، كما تراجع خلال جلسة المحاكمة عن التصريحات الأولى التي أدلى بها، والتي جاء فيها أنه نبه مسؤوليه إلى الخلل بفرامل الحافلة الذي كانت تعاني منه قبل وقوع الحادث، مؤكدا في جلسة المحاكمة بأن الخلل كان فجائيا وقع دون سابق إنذار. كما أشار إلى أنه كان يسير بسرعة 10 خلال ولوجه منطقة شوفالي نظرا لزحمة السير التي تشتهر بها هذه المنطقة، خاصة في أوقات بداية الدوام أو نهايته، موضحا بأنه فقد السيطرة على الحافلة في منحدر شوفالي، ونظرا لكونها كانت تعج بما يقارب 90 طالب زاد من سرعتها، وحال دون تمكنه من السيطرة عليها، ما دفع به لإخراج رأسه من النافذة حيث راح يصيح ويطلب من الراجلين الابتعاد عن طريقه، لأنه فقد السيرة على الحافلة، ”أهربوا راحولي لي فران”، ولولا قيامه بهذا الفعل لوقعت مجزرة جماعية يصعب عداد الموتى فيها. كما قال مسؤول الصيانة أن العطب كان نتيجة عدم تفقد السائق لمؤشر الفرامل بالحافلة الذي وصل مرحلة الخطر والتعطل، في حين طالبت دفاع الطرف المدني بإلزام المتهم بأن يدفع لعائلة الفتاة المرحومة مبلغ 400 مليون سنتيم، في الوقت الذي لم يتوقف والدها عن البكاء طوال فترة المحاكمة، خاصة عندما جاء في معرض مرافعة وكيل الجمهورية أن الفتاة المتوفاة تحولت جثتها إلى أشلاء مبعثرة صعب جمعها، حيث لم يتوقف والدها عن البكاء بحرقة، كما استنكر دفاع المتهم تشبيه النيابة لموكله بالسائق غير المسؤول، مؤكدا بأن موكله سائق محترف يزاول مهنته هذه منذ 13 سنة، وأنه لولا احترافيته لوقعت مجزرة بمكان الحادث، وأكد بأن موكله يتقاضى مرتبا ثابتا وأن تكاليف التصليح تتكبدها شركة النقل، ما يجعله في وضعية ضحية للظروف السيئة المفاجئة، كما استغرب من غياب خبرة في القضية. في الوقت الذي رافع فيه وكيل الجمهورية ونوه بخطورة الوقائع في قضية الحال، والتي أدرجها ضمن قائمة قضايا إرهاب الطرقات، التي تحصد آلاف الأرواح سنويا، نتيجة لرعونة السائقين الذين لا يعيرون اهتماما لأرواح المارة، ملتمسا بذلك تسليط أقصى العقوبات على المتهم.