قضت محكمة بئر مراد رايس في العاصمة، أول أمس، بتسليط عقوبة عام حبسا نافذا، وغرامة مالية نافذة بقيمة 50 ألف دينار جزائري، مع سحب رخصة السياقة لمدة سنة كاملة في حق سائق حافلة نقل الطلبة التابعة للمؤسسة الوطنية للنقل الحضري وشبه الحضري “إيتوزا”، المتسبب في حادث المرور المأساوي الذي راحت ضحيته التلميذة “رانية” دهسا تحت عجلات الحافلة، وإصابة صديقتها بجروح متفاوتة الخطورة، في 22 فيفري الماضي بشوفالي بالجزائر العاصمة. وكان المتهم البالغ من العمر 33 سنة، المتابع بالقتل والجرح الخطأ، قد أكد بتاريخ محاكمته، أن الحادث كان خارجا عن إرادته وسببه الرئيسي يرجع لتعطل فرامل الحافلة، مؤكدا أنه حاول تفادي الاصطدام بإحدى السيارات، إلا أن تعطّل فرامل الحافلة أدى به للاصطدام بسيارة أجرة، مما تسبّب في إصابة الضحيتين. كما أشار إلى أنه كان يسير بسرعة 10 كيلومترات في الساعة، خلال ولوجه منطقة شوفالي، موضحا بأنه فقد السيطرة على الحافلة في منحدر شوفالي، ونظرا لكونها كانت تعج بما يقارب 90 طالبا، فزاد من سرعتها وحال دون تمكنه من السيطرة عليها، مما دفعه إلى الصراخ وتنبيه الراجلين للابتعاد عن طريقه، وأضاف بأنه لولا تنبيهه للمارة لوقعت مجزرة. وتراجع المتهم خلال جلسة المحاكمة عن تصريحاته الأولى، التي جاء فيها بأنه نبّه مسؤوليه إلى الخلل في فرامل الحافلة قبل وقوع الحادث، مؤكدا في جلسة المحاكمة بأن الخلل كان فجائيا ووقع دون سابق إنذار. مسؤول الصيانة: العطب كان نتيجة عدم تفقّد السائق لمؤشر الفرامل من جهته، كشف مسؤول الصيانة بالشركة، أن العطب كان نتيجة عدم تفقّد السائق لمؤشر الفرامل بالحافلة، الذي وصل مرحلة الخطر، في حين طالب دفاع الطرف المدني إلزام المتهم بأن يدفع لعائلة الضحية مبلغ 400 مليون سنتيم. وأثّر مشهد والد رانية في نفوس الحضور، إذ لم يتوقف عن البكاء بحرقة طوال فترة المحاكمة، خصوصا عندما قال وكيل الجمهورية بأن “جثة رانية تحولت إلى أشلاء مبعثرة صعب جمعها”، لتنطق المحكمة بالحكم السالف الذكر، مع إلزام المتهم دفع تعويض لوالد الضحية المتوفاة قدره 64.8 مليون سنتيم، مع تكاليف الجنازة المقدّرة ب9 مليون سنتيم.