أحيت ولاية سكيكدة، أول أمس، الذكرى ال18 لوفاة المجاهد العقيد علي منجلي (1922-1998) عرفانا لمساره النضالي والثوري، وذلك بحضور رفيقه وصديقه المجاهد عبد الحميد بليح إبان الثورة التحريرية وسلطات الولاية وأفراد من عائلته ومجاهدين من ولايتي عنابة وڤالمة. وتميز إحياء هذه الذكرى بالمركز الثقافي الإسلامي لمدينة عزابة، والذي يحمل اسمه، بإلقاء مداخلات تناولت شهادات حية حول سيرة هذا المجاهد خلال مشواره الثوري وكذا في فترة ما بعد الاستقلال. وذكر المجاهد بليح بأن العقيد المجاهد علي منجلي كان معروفا بخصاله النضالية والثورية العالية التي جعلت منه قائدا ثوريا من الطراز الأول، كما أنه كان معروفا عنه الصرامة في اتخاذ القرارات وحنكته السياسية ومواقفه النضالية الواضحة. من جهته، أفاد نجل المجاهد الراحل عابد منجلي بأن والده كان مدرسة للمبادئ والقيم الوطنية مضيفا بأن والده كان أول من رفع الأذان بمدينة عزابة خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وأن اهتمامه بعد الاستقلال كان المساهمة في تقديم إضافات للمواطن على غرار مشروعه المتمثل في بناء صرح ثقافي بمدينة عزابة، والذي أراد أن تكون هذه الأخيرة ملحقة لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة. وتم بالمناسبة أيضا تقديم نبذة عن حياة وسيرة العقيد المجاهد علي منجلي الذي ولد في ديسمبر 1922 بمدينة عزابة (شرق سكيكدة)، حيث درس في الابتدائي بالفرنسية بمسقط رأسه قبل أن ينخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم واصل نضاله في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، إلى أن أصبح مسؤولا عن هذا الحزب في قسمة عزابة ومرشحه للانتخابات المحلية، وفاز بنيابة المجلس البلدي سنة 1947، كما ساهم في التحضير لثورة نوفمبر والتحق بصفوفها منذ الوهلة الأولى سنة 1954، ليصبح بعد مؤتمر الصومام عضوا بالولاية الثانية التاريخية، ويعتبر أول قائد لأول كتيبة لجيش التحرير الوطني بذات الولاية. وشارك الراحل علي منجلي في المرحلة الأولى لمفاوضات إيفيان ”20 ماي إلى 13 جوان 1961) ليصبح بعد الاستقلال عضوا في الجمعية الوطنية التأسيسية الأولى في سبتمبر 1962 ثم نائبا لرئيس ذات الجمعية، وفي سنة 1965 أصبح عضوا في مجلس الثورة إلى غاية سنة 1967 واستقال من منصبه في ديسمبر من نفس السنة وعاش بمسقط رأسه حيث اختار لنفسه حياة الهدوء إلى أن وافته المنية في 14 أفريل 1998.