سوناطراك تتحرك لجلب استثمارات جديدة لزيادة الإنتاج من الحقول القديمة واستكشاف مناطق جديدة كشف مصدر حكومي مطلع لوكالة رويترز أن الجزائر ستدافع بقوة عن موقفها، لكن في نهاية الأمر نحن نتحدث عن حوالي 180 مليون أورو (200 مليون دولار) لا أكثر، مشيرا إلى أن التعويض الذي قد تطلبه توتال في القضية. وردا على سؤال إن كان التعويض المحتمل بمئات الملايين من الأورو كما لمحت صحيفة لوموند، قال الرئيس التنفيذي لتوتال إنه أقل من ذلك. أفاد بيان لسوناطراك أن الجزائر تجهز ردا على قرار شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال إقامة دعوى تحكيم بحق شركة النفط والغاز الوطنية الجزائرية، متوقعا أثرا محدودا للتحرك القضائي. كانت توتال قالت، الأسبوع الماضي، إنها قدمت طلب تحكيم بحق الجزائر بسبب تغيير شروط تقاسم الربح في عقود النفط والغاز منتصف العقد الماضي، وإن محاولات التوصل إلى تفاهم قد فشلت. واختتم مجمع سوناطراك المرحلة الأولى من المحادثات التي يجريها مع مختلف شركائه حول سبل تطوير التعاون والشراكة وتقويتها مستقبلا، وكذا معالجة الانشغالات المطروحة على الصعيدين الإجرائي والتعاقدي، في ظل احترام الإطارين التشريعي والتنظيمي الساريين، حسبما أفاد به أمس الأول بيان للمجمع. وأثمرت الاجتماعات العديدة التي جرت بين سوناطراك وشركائها الناشطين في مجال المحروقات "نتائج مرضية وواعدة لجميع الأطراف"، حسب نفس المصدر. وفي هذا السياق، أوضحت سوناطراك في بيانها أن مختلف الاتفاقات الموقعة خصوصا مع المجمع الإيطالي إيني تضمنت "تقوية الشراكة في نشاطات المنبع للنفط والغاز، مع التأكيد على الإرادة المشتركة على تطوير الإنتاج في الحقول المستغلة بالشراكة بين الطرفين، وكذا البحث عن فرص جديدة للشراكة في الجزائر وخارجها في مجالات التكرير والبتروكيمياء والطاقات المتجددة". وتم توسيع نطاق تطبيق هذه المبادئ المتفق عليها على الشركة المختلطة إيني-بي أش بي بيليتون التي تستغل حقول رورد اللوح وسيف فاطمة. كما تندرج الاتفاقات المتمخضة عن المحادثات مع الشركاء في مجموعة سيبسا في نفس الرؤية. وعليه فقد التزمت سوناطراك وسيبسا ب"تعزيز شراكتهما التي تعود إلى نحو ربع قرن" حسب البيان الذي أضاف أنه "تم الشروع في تجسيد هذه الشراكة من خلال استغلال حقول رورد الخروف في 1994 قبل الشروع في مشاريع واعدة أخرى على غرار أورهود وتيميمون التي ستدخل مرحلة الإنتاج في الأشهر القادمة". ومن جهة أخرى، "تبقى شركة سيبسا ملتزمة كليا بإنجاز مشروع البحث والاستغلال في محيط رورد الروني 2 الواقع في حوض بركين والممنوح في مارس 2011 في إطار العملية الثالثة للمناقصات"، وفقا للبيان. وتذكر سوناطراك أن سيبسا تعد "شريكا أساسيا في تسيير واستغلال خط الأنابيب البحري ميدغاز الذي يربط الجزائر وإسبانيا بطاقة 9 ملايير متر مكعب (م3) سنويا". وزيادة على ذلك، فقد تم التوقيع على مذكرات تفاهم مع المجمع الروسي غازبروم والشركتين الصينيتين سينوبيك وسي أن بي سي، تهدف إلى تطوير الشراكة في مجال المحروقات على جميع الأصعدة وكذا الخدمات النفطية "مع آفاق هامة للاستثمار المشترك والتعاون" يضيف نفس المصدر. كما باشرت سوناطراك "سلسلة من اللقاءات مع الشركاء لاسيما شركة بي.بي وستاتويل بهدف تعزيز وتطوير التعاون في نشاط المنبع النفطي والغازي" يضيف المصدر. كما أطلقت سوناطراك محادثات مع شركة ميرسك النشاطة في مجال المنبع النفطي والغازي، من خلال عدة حقول واقعة في حوض بركين، وفق البيان الذي يشير إلى أن اتفاق إطار (مذكرة تفاهم) هو قيد الإعداد حاليا لتحديد فرص جديدة. وسمحت محادثات سوناطراك مع بيرتامينا "ببروز التزام متبادل ونوايا حقيقية لتعزيز الشراكة لا سيما في المنبع الغازي"، يؤكد البيان الذي يوضح أن المحادثات الجارية "قد تفضي إلى إبرام اتفاقات جديدة تخص الاستثمار المشترك في حقول جديدة للمحروقات". وفي ذات الاتجاه، "ينتظر عقد لقاءات مع مجمل الشركاء الآخرين، لاسيما الذين أعربوا عن اهتمامهم بتعزيز تعاونهم وحضورهم والتزامهم في الجزائر". من جهة ثانية، يضيف البيان، فإن سوناطراك سجلت توجه شركتي توتال وريبسول لمطالبة الهيئات التحكيمية الدولية بتعويض عن تطبيق سوناطراك للقانون الخاص بالرسم على الأرباح الاستثنائية الذي تم سنه في 2006. ويؤكد النص أن "سوناطراك مع بقائها منفتحة على البحث عن حلول مقبولة في هذا النزاع التجاري وقصد حماية مصالحها، ستجند كل طاقتها لمواجهة هذه الوضعية بفعالية". وتقول الشركة يلاحظ أن حقوق أخذ النفط لريبسول وتوتال مجتمعتين في حقل تين فوي تابنكورت على أساس سعر برميل ب50 دولارا، تمثل أقل من 3ر0 بالمائة من إجمالي إنتاج الجزائر. ويضيف البيان ذاته "إن ريبسول تساهم في شركتين مختلطتين في طور التطوير وهما تين فوي تابنكورت ورڤان شمال وكذا في رخصتي بحث واستكشاف بحوض بركين ومنطقة بوغزول". وعلى العكس يوضح البيان "قامت توتال بالتخلي عن عدة مشاريع بالجزائر خلال العشرين الأخيرة".