اختار العاهل المغربي محمد السادس، قرار بلاده العودة إلى الاتحاد الإفريقي، موازاة مع الزيارة الأخيرة لوفد مغربي رفيع المستوى إلى الجزائر، حاملا رسالة للرئيس بوتفليقة، حيث بحثت الرباط عن توافق في المسائل الإقليمية والمشتركة. قال الملك المغربي، في رسالة قرأها نيابة عنه ممثله في قمة الاتحاد الإفريقي ال27، في العاصمة الرواندية كيغالي، إن ”المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع، وهو يثق في حكمة الاتحاد الإفريقي، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي”، واستدرك أنه ”وكما يقال إن الحقيقة لا تحتاج إلى دليل على وجودها، فهي معيار ذاتها”، وحسب الملك محمد السادس، فإن أصدقاء المغرب يطلبون منه، ”منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية”، معتبرا أنه ”حان الوقت لذلك”. وأضاف محمد السادس، أنه ”وفي إطار هذه العودة، يعتزم المغرب مواصلة التزامه بخدمة مصالح القارة الإفريقية، وتعزيز انخراطه في كل القضايا التي تهمها، كما يلتزم في هذا قارتنا الإفريقية التي تعاني بشكل كبير من القضايا المرتبطة بالمناخ والتنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن ”التعاون ما فتئ يتعزز على الصعيد الثنائي مع العديد من الدول”، وشدد على أن المغرب الذي يستعد لاحتضان قمة المناخ في دورتها ال22، خلال نوفمبر المقبل ”سيكون خير مدافع عن مواقف السياق بالمساهمة، وبشكل بّناء، في أجندة الاتحاد وأنشطته”، وفق قول الملك المغربي. ولا يعني خطاب محمد السادس عودة مباشرة للاتحاد الإفريقي بل أن الامر يحتاج إلى قرار يتخذه أعضاء المنظمة في قادم الأيام، ويبدو أن زيارات وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، ومسؤولون مغاربة، في الأيام الأخيرة، إلى عدد من العواصم الإفريقية محملين برسائل من الملك محمد السادس، بينها الجزائر، مصر، تونس، السودان، السنغال، الكاميرون، ليبيا وإثيوبيا، تؤكد السعي للحصول على دعم للتصويت على قرار عودته. لكن أبرز زيارة سعت من خلالها الرباط إلى تحقيق التوافق كانت إلى الجزائر، أين استقبل الجمعة الماضي، المبعوث الخاص لملك المغرب حاملا رسالة منه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال، وبحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، والمستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالتنسيق بين أجهزة الأمن عثمان طرطاق. وتتزامن حركية الدبلوماسية المغربية الجارية، والسعي إلى العودة إلى الاتحاد الإفريقي، مع توجيه رسائل حسن نية، حيث منعت الانفصالي زعيم ما يسمى حركة ”الماك” فرحات مهني، من دخول التراب المغربي، بعدما ظل يتخذ من المغرب ، قاعدة للترويج لمطلبه الوهمي بدعم اسرائيلي مغربي فرنسي. أمين. ل
ولد خليفة يؤكد لسفير الجمهورية العربية الصحراوية ”قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار” جدد رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، خلال استقباله لسفير الجمهورية العربية الصحراوية، بشرايا حمودي سيدينا، استعداد الجزائر الدائم لمواصلة دعم الصحراء الغربية في كل المحافل الدولية، معتبرا أن هذا الموقف نابع من إيمانها بعدالة القضية. وحسب بيان المجلس، فإنه خلال اللقاء، جدد ولد خليفة، استعداد الجزائر الدائم لمواصلة دعم قضية الصحراء الغربية في كل المحافل، وأكد أن هذا الموقف الذي تتبناه الجزائر برلمانا وحكومة وشعبا، نابع من إيمانها بعدالة هذه القضية، وانطلاقا من تجربتها التاريخية في محاربة الاستعمار. وبعد تذكيره بأن قضية الصحراء الغربية هي ”قضية تصفية استعمار استنادا إلى اللوائح الأممية والقرارات الدولية”، أكد رئيس المجلس أن مساندة الجزائر لكفاح الشعب الصحراوي ”مبنية على المبادئ الثابتة التي تحكم سياستها الخارجية، وبالتالي فإن موقفها لا خلفية له سوى نصرة قضية عادلة” تتمثل في تمكين شعب من حقه في تقرير مصيره وفق قرارات الشرعية الدولية. وذكر في هذا الإطار بموقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي جدده في رسالة التهنئة التي وجهها لإبراهيم غالي، بمناسبة انتخابه أمينا عاما للجبهة البوليساريو ورئيسا للجمهورية العربية الصحراوية، أكد فيها على ”دوام الجزائر وثباتها على تضامنها الأخوي مع جارها شعب الصحراء الغربية”. وفي سياق استعراضه للدعم الجزائري المتواصل لقضية الصحراء الغربية، أبدى ولد خليفة، ارتياحه للمكاسب الدبلوماسية الهائلة التي حققتها القضية الصحراوية على الصعيد الدولي، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن ”البرلمانيين الجزائريين بكل انتماءاتهم السياسية لا يتوانون لحظة عن بذل الجهد المطلوب للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في جميع اللقاءات البرلمانية والمحافل الدولية والإقليمية”، مشيدا بالموقف الهام للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، القاضي بعودة بعثة ”المينورسو”، إلى المناطق المحتلة لتنظيم استفتاء تقرير المصير طبقا للوائح الأممية. واعتبر ولد خليفة، نجاح المؤتمر انتصارا للشعب الصحراوي، حاثا هذا الأخير على مواصلة النضال والكفاح من أجل الاستقلال على درب الرئيس الراحل محمد عبد العزيز. أمين. ل
أعلنت عن دعمها لمسار الأممالمتحدة من أجل حل عادل ودائم باريس تصفع محمد السادس وتؤكد أن العيون المحتلة عاصمة جمهورية الصحراء الغربية أعلنت فرنسا عن دعمها لمسار الأممالمتحدة لتسوية نزاع الصحراء الغربية، من أجل حل ”عادل ودائم يقبله الطرفان”. وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، رومان نادال، خلال لقاءه الصحفي الأسبوعي، أن ”فرنسا ستواصل تقديم دعمها للمسار السياسي الذي تشرف عليه الأممالمتحدة والرامي إلى إيجاد حل عادل ودائم يقبله الطرفان بخصوص نزاع الصحراء الغربية”، مشيدا بعودة أعضاء بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية ”مينورسو”، إلى العيون المحتلة، عاصمة جمهورية الصحراء الغربية، وقال في هذا الشأن إنه ”نشيد بعودة أول فوج من الأعضاء المدنيين للمينورسو في 14 جويلية، إلى العيون، تطبيقا للاتفاق المبرم بين الأممالمتحدة والمغرب الذي أعربت فرنسا عن ارتياحها بشأنه”، مؤكدا أن فرنسا ”تأمل في أن تتمكن المينورسو من ممارسة مهامها من جديد على أكمل وجه، طبقا للائحة 2285 لمجلس الأمن الأممي”. يذكر أن اللائحة 2285 لمجلس الأمن التي تمت المصادقة عليها في 29 أفريل الماضي، تنص على تمديد عهدة المينورسو إلى غاية 3 أفريل 2017، وكان المغرب قد قام في 20 مارس الفارط، بطرد 75 عضوا من التشكيلة المدنية للمينورسو، للضغط على بان كي مون، الذي وصف الوضع بالصحراء الغربية خلال جولته إلى المنطقة ب”الاحتلال” غير الشرعي.