لم يعد العمل الخيري التطوعي مقتصرا على هبات تضامنية مناسباتية، غرضها سد جوع المحتاجين وكسوتهم، فقد تجاوزت تطلعات شبان المجموعات الخيرية عبر الفيسبوك كل ذلك، لتبحث عن مجالات أخرى يلمسون من خلالها الجانب النفسي للمحتاجين، من خلال إسعادهم وبعث الفرحة في قلوبهم، للتخفيف من آلامهم ومساعدتهم على مجابهة الصعوبات التي تواجههم، كنوع آخر وجديد من العمل الخيري في بلادنا. عندما يخرج العمل التضامني من إطاره الكلاسيكي المعتاد، ويتطلع أصحابه إلى التأثير في مجالات عديدة على حياة المحتاجين، نكون قد تمكنا ولو بشكل قليل ما من تحقيق الهدف وراء هذه الحملات الخيرية. وفي الوقت الذي تحرص فيه الهيئات الحكومية والجمعيات ذات الطابع الرسمي، على تغطية احتياجات المحتاجين البسيطة في المناسبات الخاصة، حيث تصر هذه الهيئات على اتباع نظام تقليدي في إيصال المساعدات من خلال البرامج المعتادة والتي اختصروها في كل من "قفة رمضان"، اقتناء ملابس العيد، مساعدة العائلات في توفير الأدوات واللوازم المدرسية خلال الدخول الاجتماعي.. وغيرها من الأعمال الخيرية التي - كما يبدو - لم تكن كافية بالنسبة لهؤلاء الشبان الناشطين عبر فيسبوك، من خلال مجموعات خيرية أرادت أن تكمل تلك الهبات التضامنية بأعمال أخرى فيها الكثير من الإحسان والإتقان، حتى تجاوزت إطعام البطون وكسوة الأجساد إلى إسعاد القلوب وتخفيف الهموم، ومحاولة خلق مبدأ جديد يعطي لهؤلاء المحتاجين الحق على غرار الجميع في الفرح. نفس الصيغ الخيرية بثوب جديد تقوم مجموعة شبان الخير والإحسان، على غرار هذه الأنواع من التجمعات الشبابية التي التفت حول العمل الخيري، بخرجات الترفيهية لفائدة بعض الفئة الهشة والمهمشة والمحتاجة لمثل هذه الالتفاتات. وفي السياق ذاته يقول الأعضاء المؤسسون لمجموعة "شباب الخير والإحسان" أنهم يقومون بمثل هذه المبادرات قصد الترفيه عنهم ورسم البسمة على وجوههم، رغبة منهم في إدخال السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعدة، حيث جعلوا شعارهم في تأدية مهامهم: "تكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعدك الله بها وسعادة لا تضاهيها سعادة عندما نكون سبب في سعادة الآخرين ونكون مصدر فرح لهم". ومن بين الأعمال الخيرية التي تداوم هذه المجموعات القيام بها فطور رمضان الجماعي الذي حرصت على أن يكون له طعم آخر هذه السنة من خلال إقامته على الشواطئ، والمنتزهات والغابات، حيث تخللته حفلات أعياد الميلاد، وعروض ترفيهية شارك فيها بعض نجوم الكوميديا الجزائريين، إضافة إلى مهرجين رسموا الفرحة على وجوه الأطفال. كما يغتنم هؤلاء الشبان فرصة الأعياد والمناسبات بأنواعها لزيارة المرضى في المستشفيات، حيث لم تعد تقتصر هذه الزيارات على علب الحلوى والمشروبات وبعض الفواكه التي لن تتمكن من إسعاد هؤلاء، كما تفعل النشاطات الترفيهية التي ينشطها المهرجون والوجوه الكوميدية التي يؤكد هؤلاء أن ما يلمسونه من فرحة لدى هؤلاء المرضى وعائلاتهم يدفعهم لتكرار هذه الالتفاتة. الرحلات والنزهات.. باب آخر من أبواب الخير أراد القائمون على العمل الخيري عبر فيسبوك، أن يجعلوا من فصل الصيف مناسبة لإنعاش الروح التضامنية لدى المحسنين من جهة وإسعاد المحتاجين والمرضى بطرق مبتكرة من جهة أخرى. وفي السياق ذاته يقوم هؤلاء باغتنام موسم الاصطياف لتكثيف الرحلات والنزهات، التي تتنوع بين شواطئ البحر والغابات المنتزهات، على غرار الصابلات التي باتت مؤخرا تشهد حركية كبيرة لقوافل المجموعات الخيرة التي تختارها كوجهة للتنفيس عن الفئات المهمشة والمحرومة. وفي السياق ذاته تقوم مجموعة شباب الخير والإحسان على سبيل المثال بتنظيم خرجات مستمرة إلى أماكن مختلفة تقوم من خلالها بالترفيه عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تعاني من عدم القدرة على زيارة بعض الأماكن التي تجد صعوبة في التواجد بها، ومن جهة أخرى يسعى بعض الشبان الذين تجمعوا ضمن هذه التكتلات الافتراضية لجعل أعمالهم أكثر واقعية من مجموعاتهم، من خلال تنظيم رحلات أكثرها نحو شواطئ البحر لتمكين من هم بحاجة إلى الفرحة من التنفيس عن أنفسهم.