تولت لجنة معاينة تقنية، عملية تحقيقات عمرانية موسعة تمس عمارات حي 500 مسكن واقعة ببلدية سيدي عمار إثر تسجيل انهيار كلي لسلالم رابطة بين طابقين بإحدى عمارات هذا الحي، وهي الوقائع التي تسببت في حالة من الهلع لدى السكان الذين شنّوا نهار أمس احتجاجا صاخبا مطالبين بترحيلهم من سكنات الموت التي يقيمون بها منذ سنة 1987. من جانبها ستتولى السلطات المحلية عمليات ترميم هذه السلالم عقب الحصول نهائيا على تقرير لجنة المعاينة العمرانية والذي سيكشف حقيقة كون هذه العمارة صالحة للإقامة من عدمها، كما ستخضع كامل عمارات الحي لذات المعاينة من أجل قطع الشك باليقين بخصوص نوعية إنجاز هذه السكنات التي كشف انهيار بعض أجزائها عيوبا خطيرة ناجمة عن تجاوزات أخطر تخص مواد البناء وكيفيته، في هذا السياق تدخل والي الولاية الذي أمر بتشكيل خلية أزمة بمشاركة رئيس الدائرة، مدير السكن والرقابة التقنية إلى جانب مدير الحماية المدنية لتسيير الواقعة والتكفل بالعائلات المتضررة والبالغ تعداداها 10 عائلات متكونة من 60 شخصا، تطالب بسكنات لائقة وعدم التلاعب بمصيرها من خلال الإقامة بسكنات قديمة لم تتم عمليات صيانتها أبدا خلال أكثر من 20 سنة كاملة. تجدر الاشارة أن مصالح الحماية المدنية كانت قد تدخلت ليلة أول أمس من أجل إجلاء المقيمين في سكنات العمارة المعنية من خلال استخدام السلالم المتحركة بعبور كامل المواطنين من خلال نوافذ وشرفات منازلهم لتعذر ولوج مدخل العمارة الذي تم غلقه كليا بركام حجارة السلالم، كما يجب الذكر أن ظاهرة الانهيارات الجزئية للسكنات لا تعتبر جديدة على السكنات الحديثة في ولاية عنابة، حيث عرف الحي التساهمي بالشعيبة في نفس البلدية انهيارات وتشققات خطيرة لإحدى العمارات، فيما طالب عديد المرحلين الجدد في التجمعات السكنية الاجتماعية ببلدية البوني أيضا وجوب المعاينة التقنية بعد ظهور عيوب بناء خطيرة بالجدران الخارجية للعمارات وكذلك داخل شقق هذه الأخيرة.