يرفض العديد من مربي الدواجن عبر جميع ولايات الوطن من تسوية وضعيتهم المهنية والالتحاق بشعبة الدواجن بطريقة نظامية وبسجلات رسمية معتمدة وذلك من أجل التحكم في أسعار اللحوم البيضاء والمضاربة فيها، وهو ما كان وراء وقوع اختلال في أسعار الدواجن خاصة في فصل الصيف أين يكثر الطلب على اللحوم البيضاء لإقامة الأفراح والأعراس والولائم، في وقت تبقى غرف الفلاحة تدعوا بانضمام المربين الغير الشرعي ناليها والاستفادة من بطاقة فلاح التي من شأنها أن تحمي حقوقهم وتساعدهم في استفادة من الحصول على قروض بنكية ومن تعويضات أثناء الكوارث إلا أن الكثير من المربين رفضوا الاستجابة لدعوة رؤساء غرف الفلاحة وفضلوا العمل خارج الشرعية بدون تحرك وزارة الفلاحة. أكد من جهته رئيس الجمعية الوطنية للإنتاج الحيواني والمهنيين بن دنيا سعادة أمس ل"الفجر" عن وجود أزيد من 70 بالمائة من مربي الدواجن يعملون بالسوق السوداء وبطريقة فوضوية ويرفضون تنظيم أنفسهم في إطار قانوني بالرغم من الخسائر التي يتكبدونها كل سنة خاصة في موسم الصيف بسبب الأمراض التي تصيب الدواجن ومنها داء نيكوسيل واختناقات للدواجن بفعل عامل الحرارة، وبالرغم من ذلك يواصلون مهامهم دون التحاق بغرف الفلاحة للعمل بشكل قانوني لشيء في نفس يعقوب بسبب التهرب من تسديد الضرائب وعدم تصريح برقم أعمالهم، وقال المتحدث في ذات الشأن أن مربي الدواجن الغير معتمدين وطنيا لا يملكون شهادات طبية. وذلك بأكثر من 70 بالمائة هو رقم كبير ومن شأنه أضاف يقول أن يجعل من هؤلاء كتلة واحدة مفتوحة على المضاربة في الأسعار وعدم احترام سلسلة التبريد إلى جانب تسويق لحوم بيضاء مجهولة الذبح وبإمكانها أن تتسبب في حدوث تسممات للمستهلك نتيجة لذبحها بطرق غير شرعية خارج الأماكن المخصصة لها وبدون مراعاة شروط النظافة الصحية، بعيدا عن عيون البياطرة ومصالح رقابة والنوعية التابعين لمديريات التجارة وهو الأمر الذي بات يعرض صحة المستهلك للخطر والإصابة بأمراض ما يشكل خطرا على صحة المستهلك. في سياق ذاته كشف رئيس الغرفة الفلاحة بمديرية مصالح الفلاحة بولاية وهران حاج براشمي مفتاح أمس على أن 40 مربي دجاج بالولاية ينشط بطريقة شرعية وله اعتماد رسمي ويملك بطاقة فلاح وهذا من أصل أزيد من 200 مربي أغلبيتهم يعملون خارج الشرعية وبشكل فوضوي وهو ما فتح الباب على المضاربة في أسعار اللحوم البيضاء التي سجلت زيادة هده الأيام نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المواطنين وأصحاب الأعراس والحفلات. من جهته دعا براشمي الحاج من القائمين على قطاع الفلاحة بضرورة تشديد من لهجتها لإدماج المربين الغير المعتمدين وهذا من أجل تنظيم شعبة الدواجن والقضاء على المضاربة في الأسعار، وهو المطلب الذي يرفعه أيضا المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن في ظل الفوضي التي باتت تخيم على القطاع، وذلك ما سيسمح بالرفع من إيرادات الخزينة العمومية بعد تسديدهم للضرائب خاصة أن الحكومة تتبني سياسة التقشف وتعمل على تنامي إيرادتها الجبائية، معتبرا بذلك أن أموال كبيرة أصبحت تضيع جراء اللامبالاة بالمربين الغير معتمدين الذين يفوق 500 ألف مربي فوضوي وغير معتمد.