بعد إعلان الحكومة عن نيتها في الارتقاء بقطاع السياحة وجعله أحد مصادر الدخل في البلاد، ها هي وزارة تهيئة الإقليم والسياحة والصناعة التقليدية تبدأ مشوار الإصلاحات، حيث كشفت عن إيفاد لجنة تحقيق إلى 14 ولاية ساحلية وذلك لمعاينة وضعية مناطق التوسع السياحي التي حولت غالبيتها عن وجهتها الأصلية. دق أول أمس وزير تهيئة الإقليم والساحة والصناعة التقليدية، عبد الوهاب نوري، لدى تدخله خلال لقاء ضم متعاملي ومرقي القطاع، على هامش زيارة عمل وتفقد لولاية جيجل، ناقوس الخطر بشأن وضعية مناطق التوسع السياحي التي حولت بعض أراضيها إلى غايات غير سياحية، ملحقين بذلك أضرارا جسيمة بقطاع السياحة وبالاستثمار المرتقب ضمن إطار إقلاع قطاع السياحة بالبلاد. ووفق ما نقله موقع الإذاعة الجزائرية، قال الوزير بأن عدد مناطق التوسع السياحي بجيجل (19 منطقة توسع سياحية) لا تعكس حقيقة الميدان بالنظر إلى أن عددا من هذه المناطق تم تحويلها إلى مناطق سكنية وحتى صناعية. مؤكدا في الوقت ذاته على تصميم الوصاية لتطهير هذا الملف حالة بحالة وستقوم اللجنة المعنية بمعاينة 14 ولاية ساحلية للبلاد، مذكرا بالأهمية التي توليها الدولة لتنمية وترقية السياحة كونها عامل للتنمية الاقتصادية. اعتبر الوزير بأن تنمية قطاع السياحة يعد قاطرة أمامية وأحد المحاور الرئيسية لبرنامج الحكومة، وتحقيق هذا الهدف المنشود لا يمكن تجسيده إلا مع أشخاص منضبطين في بلد يتوفر على قدرات وعوامل من شأنها إعطاء بعد ومتنفس قوي لدعم السياحة، مستنكرا في نفس الوقت كل عمل ترقيعي وإتلاف العقار. وفي هذا الصدد، أعرب نوري عن نية الوزارة الوصية بجعل ولاية جيجل "مقصدا سياحيا بامتياز بالنظر إلى القدرات والإمكانيات التي تزخر بها الولاية". ولدى وصوله إلى مطار فرحات عباس بجيجل قام الوفد الوزاري بزيارة إلى الكهوف العجيبة بزيامة منصورية التي ذاع صيتها بهذه المنطقة الساحلية الواقعة غرب عاصمة الولاية. ولدى رده على سؤال يخص الوضعية الحالية لهذا الموقع الثقافي الذي يعود إلى سنة 1917، اعتبر السيد نوري أنه من الممكن الرجوع إلى خبرة المختصين للحفاظ على هذا الموروث المهدد بالتعدي والنهب والتلوث إلى جانب العامل البشري. وتبقى الكهوف العجيبة الواقعة على الطريق الوطني رقم 43 بين جيجل وبجاية مقصدا لآلاف الزوار والمصطافين القاصدين ولاية جيجل، حيث يشكلون طوابير عند مدخل هذه المغارة لاكتشاف روائعها، حسبما لوحظ. وبالعوانة تلقى الوزير شروحا حول ميناء الصيد والترفيه الذي لم يبق سوى وضع الهيكل الكبير ليدخل حيز الخدمة. كما تم في نفس الموقع تقديم عروض حول مخطط التهيئة السياحية ومشاريع ضمن إطار تنمية القطاع. وقد ثمن نوري وحيا جهود وتفاني المستثمر القائم على إنجاز نزل ب111 غرفة بمنطقة الربطة بمدخل عاصمة الولاية. ويتكون هذا المشروع الذي تطلب استثمارا خاصا ب70 بالمائة و30 بالمائة كقرض بنكي من جناحين وقاعة للمحاضرات و3 مطاعم بطاقة 600 وجبة. وعلى مقربة من هذا الفندق زار الوفد منتزه الإخوة عسوس الذي يخضع حاليا لأشغال تهيئة لشطره الأول على مساحة 600 متر مربع من طرف مؤسسة عمومية مختصة. وسيتدعم هذا الفضاء الذي يلقى إقبالا كبيرا من طرف المصطافين بانطلاق أشغال الشطر الثاني ليكون إضافة لقطاع السياحة محليا. وقد تفقد نوري ميناء الصيد والترفيه لبوديس وشاطئ كتامة قبل زيارته للمقر الجديد للمديرية المحلية للسياحة والصناعة التقليدية الواقع بمخطط شغل الأراضي بالمدخل الشرقي لمدينة جيجل.