رافع أمس رئيس الجمهورية لصالح مواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي قال أنها أصبحت اليوم أمرا لا مفر منه لفتح آفاق الاقتصاد الوطني بشكل نهائي و"تخليص المصير الاجتماعي للشعب من تقلبات سوق النفط"، في حين تحدث عن أخطاء ارتكبت في توجيه البلاد جراء تدهور رهيب لسوق النفط في الثمانينيات. طغت المواضيع الاقتصادية والاجتماعية في رسالة بوتفليقة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد وتخليدا للذكرى المزدوجة لمؤتمر الصومام وهجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 قرأها نيابة عنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، حيث قال أنه من بين أهداف التعديل الدستوري الأخير "عصرنة طرق وقواعد الحوكمة والديمقراطية والحرية مواكبة لمسار الاصلاحات الاقتصادية التي لم تنقطع المطالبة بها والتي أصبحت اليوم أمرا لا مفر منه لكي نفتح نهائيا آفاق الاقتصاد الوطني ونخلص المصير الاجتماعي لشعبنا من تقلبات سوق النفط". ويأتي هذا -يضيف رئيس الجمهورية- من خلال "تحقيق اقتصاد متنوع ذي قدرة حقيقية على منافسة اقتصاد الدول الأخرى وعلى فرض ذاته في خضم العولمة". واعتبر تحقيق مثل هذا التحدي بمثابة "المعركة" التي تنادي سواعد وعقول وطاقات الشباب الجزائري. وأشاد الرئيس في هذا السياق ب"جهاد" الشعب الجزائري التاريخي الذي "عرف كيف يتغلب بعد سنين معدودة من الجهاد الأكبر جهاد البناء والتشييد يتغلب مرة أخرى على البؤس والفقر وآثار التشريد والدمار ببناء دولة عصرية ذات اقتصاد صناعي واعد. بالمقابل، تحدث بوتفليقة عن أخطاء ارتكبت في الثمانينات في توجيه البلاد، وأضاف "لكن القدر شاء أن تعثر مسيرة الجزائر المستقلة هذه الطموحة والواعدة جراء تدهور رهيب لسوق النفط في الثمانينيات وجراء أخطاء ارتكبت في توجيه البلاد حتى وإن ارتكبت من طرف مسؤولين ذوي ماض ثوري مشهود لا غبار عليه وذوي نوايا حسنة لا يرقى إليها الشك". وفي سياق آخر، عبر رئيس الجمهورية عن أمله في أن يكون إلتفاف أبناء الشعب الجزائري في الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد "فرصة لتعزيز جهدنا المشترك لمغالبة تحديات اليوم بيقظة أعلى لحماية أمن الجزائر"، قائلا "أملي أن يكون إلتفاف أبناء شعبنا في الذكرى المزدوجة لمعارك 20 أوت 1955 ولمؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، فرصة لتعزيز جهدنا المشترك لمغالبة تحديات اليوم بيقظة أعلى لحماية أمن الجزائر وبعمل أكثر جدية واستمرارية لبناء اقتصاد بلادنا. وأكد رئيس الجمهورية في رسالته أن "الشعب الجزائري الأبي وقف بعد مكابدة المأساة الوطنية، في مسعى تجدد وطني كان لي الشرف أن أخوضه معه اعتبارا من سنة". وأضاف قائلا "لقد عزمنا على أن نخرج البلاد من دوامة الإرهاب والدمار الجهنمية لكي نمر إلى الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية، مستلهمين في ذلك من قيمنا السمحة، تلك القيم التي شكلت المحرك الأول لشعبنا المسلم عندما قام بإطلاق ثورته المجيدة وهو يكبر باسم الخالق العظيم". وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول فعلى هذا المنوال، اتفق جميع أبناء هذا الوطن الغالي، مرة أخرى، حول مصير الجزائر، وطنهم الوحيد والمشترك". خديجة قوجيل
في رسالة وجهها بمناسبة ذكرى هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام أويحيى يدعو إلى الحفاظ على الوطنية ويعترف بالخطر الخارجي استغل الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي ذكرى هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام للتذكير بنعمة الأمن التي يعيشها الجزائريون، معترفا من جهة أخرى بالهزات والأزمات التي تتعرض لها الجزائر بين الحين والآخر. قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، أمس، في رسالة بعث بها إلى مناضلي ومناضلات حزبه، بمناسبة الاحتفال بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام 20 أوت 1956، "الجزائر تعتبر بلدا لازال ينعم بالأمن وبقدر محترم من التنمية، بفضل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، معترفا من جهة أخرى بالهزات والأزمات التي تتعرض لها الجزائر بين الحين والآخر، قائلا "نعيش في منطقة تهزها الصراعات والأزمات وفي عالم يشهد اضطرابات عديدة". ودعا أحمد أويحيى، في الرسالة، الجميع "للحفاظ على الاستقلال الذي استرجع على حد قوله بثمن غال، والحفاظ على الوطنية مهما كانت الظروف وبناء جزائر ديمقراطية وحرة". ومن جهة أخرى وجه الأمين العام لثاني قوة سياسية في البلاد، "تحية تقدير للمجاهدين والشعب الذي كان الصانع الاول للانتصار وكسر نير الاستعمار". وعاد أويحيى، للحديث عن تاريخ 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام، قائلا أنهما يرمزان إلى "عبقرية الجيش الوطني الشعبي وروح التضامن لديه وتمكن من فك الخناق على المجاهدين في جبال جرجرة والأوراس". خديجة قوجيل
محسن بلعباس في إشارة منه لبقاء هيمنة زمن الشرعية الثورية "على كل جيل بناء مصيره ومستقبله بيده" بعث أمس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، برسالة للسلطة بمناسبة مرور الذكرى الستون لانعقاد مؤتمر الصومام، أين دعا إلى ضرورة تحمل كل جيل لمصيره وسعيه للبناء الديمقراطي القائم على المواطنة وتحمل المسؤوليات في إشارة إلى بقاء هيمنة زمن الشرعية الثورية على الحياة السياسية. وأكد رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أنه يتعين على كل جيل صنع مجده وبناء مستقبله، مشيرا أن مؤتمر الصومام كان انطلاقة موفقة لاستكمال المسيرة نحو المستقبل. وأضاف محسن بلعابس، في رسالته للمناضلين، أن مؤتمر الصومام كان انطلاقة جديدة للثورة الجزائرية ويتعين الآن "أن نعطي انطلاقة جديدة، من أجل استكمال مسيرة البناء الديمقراطي المرتكز على المواطنة الحقة". وواصل بلعباس أنه من الواجب والإلزامي، أن "نكون عناصر فعالة في تاريخنا والنظر نحو المستقبل، والتأمل في البناء الديمقراطي، بافتكاك حقوقنا وتحمل مسؤولياتنا وتحلي كل منا بدوله في المكان المناسب وفقط" وفق تعبيره.