ظهر التأخر الذي تشهده الجزائر في قطاع المعلوماتية في التقرير الأخير للجمعية الدولية لشبكات الهاتف النقال "جي أس أم إيه"، حيث أكدت أنها لا تتوفر سوى على 5 مراكز تكنولوجية وهو ما يجعلها تعيش تخلفا في هذا المجال مقارنة بالدول الإفريقية التي تقدمت بأشواط كبيرة. أوضحت نتائج الدراسة المختصة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، التي نشرت على الموقع الالكتروني لمجموعة "جي إس إم إيه"، ضعف حضور المراكز التكنولوجية في الجزائر، حيث جاءت متأخرة إفريقيا في الأنشطة والمقاولات المختصة في صناعة التكنولوجيا، لاسيما أنها تحتضن أقل من 5 مراكز تكنولوجية هذا ما جعل دول الجوار على غرار المغرب وتونس تتفوق عليها. وتعتبر الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية التي تعمل تحت وصاية وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومقرها في الحظيرة التكنولوجية لسيدي عبد الله، وسيلة الدولة في مجال تحديد وتنفيذ السياسة الوطنية لتطوير الحظائر التكنولوجية، وعليه فإن الوكالة تتكفل بإعداد واقتراح العناصر الأساسية للسياسة الوطنية في مجال تطوير وترقية الحظائر التكنولوجية والإشراف على بناء تلك الهياكل. وتوصلت الجمعية إلى تركز 50 بالمائة من المراكز التكنولوجية النشيطة بالقارة الإفريقية في خمسة بلدان إفريقية فقط، في مقدمتها جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا، إضافة إلى مصر والمغرب، مؤكدة في الوقت ذاته أنها تحتضن حوالي 314 مركزا تكنولوجيا ينتشر نصفها في البلدان الخمسة الأولى المذكورة، موزعة على 93 مدينة و42 دولة تنتمي إلى القارة السمراء. وفي هذا الإطار سجلت مراكز التكنولوجيا النشيطة، التي تعرفها الجمعية المذكورة بكونها فضاءات توفر للفاعلين في مجال الاتصالات والتكنولوجية كشركات الاتصالات والأنترنت خدمات المرافقة والدعم والتمويل، حضورا قويا في ثلاثة بلدان فقط، تنتمي إلى شمال إفريقيا هي المغرب (21) ومصر (28) وتونس (15)، فيما أوضحت نتائج الدراسة ضعف حضور هذه المراكز في الجزائر، التي تحتضن أقل من 5 مراكز تكنولوجية. وأقرت الدراسة، التي شملت قارتي إفريقيا وأسيا، بالارتفاع المضطرد الذي تعرفه المراكز التكنولوجية النشيطة في البلدان الإفريقية، حيث خلصت جمعية "أو جي إس إم إيه" إلى تواصل افتتاح هذا النوع من المراكز بوتيرة أسبوعية، "إلا أن وتيرة نموها ليست متوازنة ومتكافئة بين مختلف مناطق القارة الإفريقية، ما يفسر تركزها في 5 بلدان إفريقية فقط، وفق نتائج الدراسة ذاتها. وتعد الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول "جي إس إم إيه" مجموعة تجارية مقرها الرئيسي في بريطانيا وتعمل بشكل وثيق مع شركات كبيرة مقراتها بالولايات المتحدة، ومنها "مايكروسوفت"، "فيسبوك"، وتمولها حاليا الحكومة الأمريكية لتطوير تكنولوجيات تحسين وسائل حماية الخصوصية وتعبر عن مصالح شركات الاتصالات المتنقلة في جميع أنحاء العالم، وتنتشر في أكثر من 220 دولة، وتشمل ما يقرب عن 850 مشغلي شبكات الهاتف النقال في العالم و250 شركة مختصة في تكنولوجيات الهواتف المحمولة.