لجأت، فجر أول أمس، السلطات المحلية بولاية قسنطينة إلى القوة العمومية لفتح طريق عوينة الفول أهم منفذ لقلب المدينة، بعد غلق دام ثلاثة أسابيع كاملة في أطول احتجاج يسجل بعاصمة الشرق وربما بالوطن. وسجل نهار أمس ارتياح المواطنين، خاصة مستعملي الطريق المذكور من سائقي سيارات الأجرة الناشطين عبر محور بلديتي حامة بوزيان وقسنطينة على وجه الخصوص وكذا تجار عوينة الفول الذين عانوا كثيرا جراء الحركة الاحتجاجية التي تحولت مع مرور الأيام إلى مهزلة حقيقية أضرت بسلطة الدولة، بعد أن أقدم محتجون على بناء جدار فاصل في وسط الطريق ما يمنع المرور عبره كليا. والأخطر من ذلك وبغض النظر عن مشروعية مطالب المحتجين الذين يعتبرون أن إقصاءهم من الإستفادة من السكن الاجتماعي غير مقبول من عدمه، إلا أن ما حدث يؤكد مرة أخرى عجز المسؤولين المحليين في إيجاد مخرج لمشكل مطروح سبب مشاكل ومتاعب لمواطنين آخرين لا ذنب لهم فيما حدث ويحدث ليدفعوا الثمن غاليا خاصة العاملين منهم بوسط المدينة الذين وجدوا أنفسهم يدفعون 80 دج بدلا عن 60 لسائقي الصفراء بحامة بوزيان، إضافة إلى التجار الذين أغلق البعض منهم محلاتهم طيلة أيام قطع الطريق يضاف إليهم عمال النظافة ببلدية قسنطينة الذين عانوا كثيرا ليومين لإزاحة مخلفات الإحتجاج، خاصة وأن المحتجين وفي تصرف مشين ملأوا الطريق على أزيد من كيلومترين بالحجارة والمتاريس وجذوع الأشجار... وهو ما جعل الطريق يشبه الغابة رغم تواجده على بعد كيلومتر واحد من قلب مدينة قسنطينة.