صنفت أمس المنظمة الدولية للهجرة سواحل الطارف وعنابة ضمن المسالك العديدة التي يتخذها "الحراڤة" للوصول إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط، في خريطة جديدة تبين مسارات الهجرة غير الشرعية إلى اليونان، إيطاليا وإسبانيا. وكشفت المنظمة الدولية في تقرير لها، بموقعها الالكتروني أمس مسارات الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث يتخذ الحراڤة الجزائريون وحتى من بعض الجنسيات الإفريقية والعربية الأخرى سواحل عنابة والطارف للوصول إلى إيطاليا ومن ثمة "الجنة الأوروبية"، وهو ما ينطبق أيضا على سواحل تونس وليبيا ومصر، فيما يحاول المهاجرون في مصر وتركيا كذلك عبور البحر المتوسط وصولا إلى اليونان. أما بالنسبة للمغرب فيسلكون معبر جبل طارق للوصول إلى إسبانيا. ويتأكد تحول سواحل عنابة والطارف إلى أخطر مسالك الحراڤة مع تصاعد موجة الهجرة خلال الأشهر الأخيرة، فلا يكاد يمر يوم إلا وتعلن وزارة الدفاع الوطني على عشرات المحاولات اليومية. فالأسبوع الماضي أحيل 107 مرشح للهجرة غير الشرعية بعنابة، تم توقيفهم على دفعتين في ظرف 48 ساعة على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، حيث ينص قانون العقوبات المعدل في 2012، على عقوبة السجن والغرامة المالية التي قد لا تساوي شيئا أمام مخاطر ركوب أمواج البحر عبر قوارب الهجرة السرية. وتنص المادة 175 مكرر 1 من قانون العقوبات على معاقبة بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر، وبغرامة من 20 ألف دينار إلى 60 ألف دينار، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل جزائري أو أجنبي مقيم يغادر الإقليم الوطني بصفة غير شرعية، أثناء اجتيازه أحد مراكز الحدود البرية أو البحرية أو الجوية، وذلك بانتحاله هوية أو باستعماله وثائق مزورة، أو أي وسيلة احتيالية أخرى للتملص من تقديم الوثائق الرسمية اللازمة، أو من القيام بالإجراءات التي توجبها القوانين والأنظمة سارية المفعول. وتطبق نفس العقوبة على كل شخص يغادر الإقليم الوطني عبر منافذ أو أماكن غير مراكز الحدود. وفي المقابل، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 111500 مهاجر تم انقاذهم في البحر المتوسط الذى يربط شمال إفريقيا بإيطاليا منذ بداية عام 2016. ولأنه أكثر الطرق التي تسبب في الموت بالنسبة للمهاجرين عبر البحر الذين يسعون للوصول إلى السواحل الأوروبية، فإن الممر البحري أودى بالفعل بحياة 2726 فردا حتى الآن هذا العام. كما أن 386 مهاجرا ولاجئا إضافيا غرقوا في طريق شرق البحر المتوسط الذى يفصل بين تركيا واليونان، في الوقت الذي قتل فيه 53 وهم يعبرون غرب البحر المتوسط. وطبقا لما ذكرته أرقام المنظمة الدولية للهجرة، تم تسجيل أكثر من 272 ألفا من الواصلين عبر البحر في أوروبا حتى الآن هذا العام، معظمهم في اليونان وإيطاليا 163105 و106461 على التوالي. وفي هذا السياق كشفت المنظمة الدولية أن البحرية الإيطالية أنقذت ما يقرب من 7 آلاف من المهاجرين واللاجئين بالبحر المتوسط قبالة السواحل الليبية منذ يوم الإثنين الماضي، وذلك في واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ على الإطلاق. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية في إيطاليا فلافيو دي جياكومو - في تقرير أمس الأربعاء - أن هدوء البحر ربما كان هو ما دفع هذا العدد الكبير من المهاجرين لمحاولة عبور البحر في وقت واحد وذلك بعد أن قضى معظمهم أياما في ليبيا بسبب البحر الهائج.