كشف وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، أول أمس، أن الجزائر تمتلك ” اقتراحا” ستطرحه على المشاركين في اجتماع 27 سبتمبر المقبل، والذي يعتبر الحل لاسترجاع استقرار سوق النفط، خاصة أن إنتاج إيران مستقر خلال الثلاثة أشهر الأخيرة والسعودية أعلنت عن تقليصه، وهو ما يعد بادرة ايجابية لنجاح اجتماع الجزائر. عبر وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، أول أمس، بباريس عن ”تفاؤله” بخصوص نجاح الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” بالجزائر، والوصول إلى إجماع حول سوق النفط. وصرح الوزير لوكالة الأنباء الجزائرية والتلفزيون الجزائري قائلا: ”نحن على اتصال مع الأعضاء والأمين العام لمنظمة الأوبك، وهذا يدخل في إطار العمل على التوصل إلى إجماع” مؤكدا على تفائله. وأضاف الوزير في ذات الإطار أن محادثات باريس تناولت اجتماعات الجزائر يوم 27 سبتمبر الملتقى الدولي ال15 للطاقة والاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. وأوضح قائلا ”لقد تطرقنا لهذين الموضوعين واتفقنا على العمل لإنجاح الملتقى”، مضيفا أن ”التشاور بين المنتج والمستهلك شيء مهم وكذا الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط حيث نعمل على ايجاد اجماع بخصوص سوق النفط”. وحسب الوزير فإن الحوار ما بين أعضاء منظمة الأوبك يعتبر بحد ذاته ”نجاحا” و”نحن نعمل لهذا الشأن”، كما قال. وأكد بوطرفة ”لدينا مساندة السعودية وقطر وإيران وفنزويلا والكويت وبلدان أخرى خارج الأوبك كروسيا حيث كانت لي محادثات كبرى بموسكو مع الوزير (ألكسندر) نوفاك”، مبرزا أن ”كل هذا من اجل نجاح اجتماع الجزائر”. وصرح أن الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ”سيتيح الفرصة للوصول إلى اتفاق سيساعد على استقرار سوق النفط”. وقال بوطرفة أن الجزائر لديها ”اقتراح” ستطرحه على المشاركين في اجتماع الجزائر. كما أكد بوطرفة يقول ”تشير المشاورات التي أجريناها مع شركائنا إلى وجود إجماع حول ضرورة استقرار السوق ويعد هذا بمثابة نقطة ايجابية” مضيفا أن لقاء الجزائر ”قد يفضي إلى اتفاق” للفاعلين المعنيين بهذه المسألة. ومن جهته، أعرب وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أول أمس، عن أمل موسكو في ”تجاوز بلدان منظمة البلدان المصدرة للبترول اختلاف وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق حول تجميد الإنتاج”. وفي هذا الإطار، أكد الوزير الروسي يقول ”إذا توصلت بلدان أوبك إلى إجماع فإننا سنكون مستعدين للانضمام لبحث كل اقتراح حول تجميد الإنتاج. كما نأمل أن يتم تجاوز الاختلاف في وجهات النظر على مستوى المنظمة في أقرب الآجال”. أوبك تراهن على اجتماع الجزائر لكبح تذبذب سوق النفط وليس للوصول إلى سعر ”عادل” أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك”، محمد باركيندو، أن البلدان الأعضاء عليها العمل من أجل ضمان استقرار سوق النفط التي عرفت منذ سنة 2014 تراجعا كبيرا. وأوضح الأمين العام لمنظمة الأوبك في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أول أمس، بباريس، عقب لقائه مع الوزير الجزائري للطاقة، نور الدين بوطرفة، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، أن ”سوق النفط يجب أن تستقر من خلال أسعار أقل تذبذبا. ذلك ما نسعى لتحقيقه في إطار مشاوراتنا الرامية إلى جعل البلدان الأعضاء تعمل في اتجاه واحد ألا وهو تحقيق استقرار دائم للسوق”. في رده على سؤال حول سعر ”معقول” للبرميل كما تأمل في ذلك العديد من الدول، أوضح باركيندو أنه ”في الوقت الراهن يتمثل الهدف الرئيسي في تحقيق العوامل الكفيلة بتوفير شروط سوق مستقر بشكل مستدام”. وبخصوص الملتقى الدولي للطاقة الذي سينظم يوم 27 سبتمبر بالجزائر العاصمة، اعتبر الأمين العام لمنظمة الأوبك أن الحكومة الجزائرية سخرت كل الوسائل من أجل ”ضمان نجاح” هذا اللقاء. وأوضح في هذا الصدد يقول ”نعم نحن ننتظر لقاء ناجحا جدا كونه يجمع وزراء وموظفين ومؤسسات صناعية للبلدان المنتجة والبلدان المستهلكة للطاقة، بهدف مناقشة مسائل مرتبطة باقتصاد الطاقة العالمية والعمل على إنجاح هذا الاجتماع”. السعودية خفضت إنتاجها وإيران ثابتة عند نفس المستوى منذ ثلاثة أشهر أظهرت أحدث أرقام منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن إنتاج النفط الإيراني ثابت دون زيادة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، عند ما يزيد قليلا عن 3.6 مليون برميل يوميا التي وصل إليها في جوان ولم يزد منذ ذلك الوقت. ونقلت وكالة ”رويترز” عن أرقام أوبك من مصادر ثانوية، أي تتضمن شركات الشحن وتحليل البيانات، ما يؤكد ثبات الإنتاج الإيراني رغم التصريحات الإيرانية المتتالية بزيادة الإنتاج إلى أكثر من 4 مليون برميل يوميا. وكانت إيران طلبت من أوبك زيادة حصتها الإنتاجية إلى 4.3 مليون برميل يوميا استباقا لاجتماع الجزائر نهاية الشهر الحالي بين المنتجين من أوبك وخارجها لبحث تجميد سقف الإنتاج لضبط الأسعار. ومن جهتها، قلصت السعودية إنتاجها بمعدل 40 ألف برميل مقارنة بشهر جويلية الماضي وجاءذلك بعد الاتفاق السعودي الروسي مؤخرا، على هامش قمة العشرين لدعم أسعار النفط، وهو ما سيعمل على رفع الأسعار واستقرار السوق.