اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا بالسعي لخدمة الأجندة الإسرائيلية في تحريف النقاش بشكل مقصود نحو قضايا لا علاقة لها بمضمون وأهداف القرار اعتماد مجلس المنظمة التنفيذي قراراً ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى، واعتبرت تصريحات بوكوفا ضد القرار خروجا عن حدود صلاحياتها. وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في بيان، أمس، بأن موقف المديرة العامة لليونسكو ”غير مسبوق ويشكل إهانة لإرادة الدول الأعضاء التي عبرت عن مواقفها السيادية”. وشدد المالكي على أن الدول الأعضاء في اليونسكو ”صوتت بالإيجاب لاعتماد القرار بنجاح”، مشيرًا إلى أن الحكومة الفلسطينية ترفض موقف المديرة العامة لليونسكو. وتابع وزير الخارجية الفلسطيني: ”ومن غير المقبول أن تقوم السيدة بوكوفا بإطلاق التصريحات التي من شأنها تقويض عمل وصلاحيات المجلس التنفيذي لليونسكو”. وأضاف: ”بوكوفا تجاهلت نص القرار الفلسطيني الذي تم اعتماده، والذي عكس الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في مدينة القدسالمحتلة، بما فيها انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه للوصول إلى أماكن العبادة والأماكن المقدسة”. وطالب الوزير الفلسطيني المديرة العامة لليونسكو بالعمل على تنفيذ ولاية المنظمة في حماية، والحفاظ على التراث والإرث الثقافي، كالمدينة القديمة للقدس، من الإعتداءات المتكررة التي تعاني منها المدينة المقدسة منذ عقود. وكانت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، قد انتقدت القرار الذي تبنته لجنة الخارجية التابعة لها يوم الخميس، والذي ينكر صلة الاحتلال بالمسجد الأقصى، معتبرة أن خلافات من هذا القبيل تنال من طبيعة مدينة القدس ذات النزعة العالمية. وأكدت بوكوفا في بيان لها، أن اليونيسكو تقع على عاتقه المسؤولية لتعزيز التعايش ليس فقط عبر الأقوال بل بالأفعال أيضًا، مشددة على أن هذا هو الهدف الذي تضعه نصب عينيها يوميًا وتلتزم به. من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الإسرائيلية لليونيسكو الوزير نفتالي بينيت، أن إعلان بوكوفا ليس كافيًا وأن دعم اليونيسكو للإرهاب لن يتوقف إلا بعد أن تُلغي المنظمة الأممية القرار ”الفضائحي” الذي ينكر التاريخ من أجل إرضاء ”كارهي إسرائيل”، حسب قوله. وكان كيان الاحتلال الإسرائيلي أعلن، الجمعة، تعليق تعاونه مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ”اليونسكو”، إثر اعتماد مجلسها التنفيذي قراراً ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى. ووجه نفتالي بنيت، وزير التعليم الإسرائيلي، رسالة إلى المنظمة الأممية قال فيها: ”لقد أعلمت مبعوثنا إلى اليونسكو بتعليق كل النشاطات المهنية معها”. وأضاف بنيت في رسالته، ”إنّ موقفه جاء بعد القرار المخجل من قبل أعضاء اليونسكو بإنكار التاريخ وتجاهل الصلة اليهودية على مدى الآلاف السنوات مع القدس وجبل الهيكل (المسجد الأقصى)”.