الجزائر- سيتم يوم غد الثلاثاء رفع العلم الفلسطيني لأول مرة بمقر منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" بباريس بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد قبول عضوية فلسطين بهذه الهيئة في خطوة وصفت بالهامة للفلسطينيين لدعم مطلبهم في الانضمام الى الاممالمتحدة في ظل استمرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي في عرقلة كل ما يخدم القضية. ولهذا الحدث الذي وصف بالتاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية سيتم تنظيم حفل وان كان رمزيا الا انه يحمل دلالات ذات معنى وهذا بحضور رئيس السلطة الفلسطينية والمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي. وقد أكدت اليونيسكو في بيان لها أن العلم الفلسطيني سيرفع في مقر المنظمة في باريس غدا الثلاثاء 13 من ديسمبر الجاري كعلامة على قبول عضوية فلسطين في المنظمة موضحة انها ستؤمن البث المباشر لهذا الحدث باللغتين العربية والفرنسية والإنجليزية. وكان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو اوصى في الخامس من اكتوبر الماضي بانضمام فلسطين الى المنظمة حيث حصل طلب المجموعة العربية على أغلبية 40 دولة من اصل 58 دولة يتألف منها المجلس فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت. ووافق المؤتمر العام لليونيسكو في دورته ال36 في 31 من اكتوبر الماضي على أن تصبح فلسطين العضو 195 في المنظمة بتصويت 107 دول واعتراض 14 دولة وامتناع 52 دولة من اصل 193 دولة عضوة في المنظمة. وأصبح هذا الامر رسميا في 23 نوفمبر الماضي عندما وافقت فلسطين ووقعت الميثاق التأسيسي للمنظمة. ويهيئ انضمام دولة فلسطين الى منظمة اليونيسكو الارضية للفلسطينيين في حشد مزيد من الدعم لصالح قضيتهم باعتبارها خطوة مهمة في سعي السلطة الفلسطينية للانضمام الى الاممالمتحدة حيث يدرس مجلس الامن طلب انضمام فلسطين وهو الطلب الذي تقدم به الرئيس محمود عباس في 23 سبتمبر الماضي فيما ينتظر أن يصوت عليه مجلس الامن في الحادي عشر من ديسمبر الجاري. وقد اثار حصول فلسطين في بداية شهر نوفمبر على العضوية باليونيسكو والتي تعد من ابرز الهيئات الاممية معارضة كل من اسرائيل وواشنطن التي شنت حملة معادية ضد نيل العضوية الاممية. و اعقاب قبول فلسطين في منظمة اليونيسكو أعلنت الولاياتالمتحدة التي انسحبت من منظمة اليونيسكو في عام 1984 وعادت اليها في عام 2003 سحب دعمها المالي للمنظمة الذي تشكل نسبته 22 في المائة من الميزانية (70 مليون دولار) في ضوء تشريعين امريكيين يمنعان تمويل أية وكالة في الاممالمتحدة تقبل الفلسطينيين بصفتهم دولة كاملة العضوية. وتسعى فلسطين من خلال انضمامها الى اليونيسكو الى ادراج مواقع تاريخية لها في لجنة التراث العالمي وبخاصة تلك الواقعة على الاراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث لدى مدينة رام الله نحو 20 موقعا أولها (كنيسة المهد) في بيت لحم. وأكد دبلوماسي فلسطيني في تصريح صحفي أن محمود عباس يولي اهمية كبيرة لهذا الحدث المهم كون أن العلم الفلسطيني سيرفرف لأول مرة بهيئة أممية اساسية وذات وزن كاليونيسكو. وفي الوقت الذي تتجه فيه الانظار نحو الحدث الهام في مسار القضية الفلسطينية تشهد الاراضي الفلسطينةوالقدسالمحتلة اعتداءات تعسفية يومية من طرف قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدف طمس معالمها التاريخية . وأفاد في هذا الصدد وزير الشؤون الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أن القيادة الوطنية أعطت تعليماتها لسفير فلسطين فى الأممالمتحدة رياض منصور ببدء الاتصالات مع المجموعات العربية والإقليمية لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يدين كافة الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومقدساتهم. وقال المالكى فى حديث لإذاعة (صوت فلسطين) أن الدبلوماسية الفلسطينية تسعى إلى حشد دعم أكثر من 140 دولة لمشروع القرار الذى يشمل إدانة الاستيطان بكافة أشكاله وتغيير معالم وأسماء الأحياء العربية فى القدس وحرق المساجد والاعتداء على المواطنين فى الضفة والقطاع. واكد المالكي أن القيادة ستستثمر حملة التضامن الدولى مع الشعب الفلسطينى التى تزايدت فى الآونة الأخيرة مع تصاعد الهجمة الاستيطانية مطالبا المجتمع الدولى بضرورة تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية ليضع حدا لجرائم الاحتلال. وقال المالكى "رغم كل ما يحاك ضد السلطة الوطنية , ورغم الإجراءات العقابية وغير العقابية التى تقوم بها إسرائيل ضدها إلا أنها ستواصل هدفها فى إنهاء الاحتلال وإنهاء معاناة الشعب وإقامة الدولة المستقلة". وفيما يتعلق بطلب العضوية فى الاممالمتحدة قال المالكى "إن الأمور فى مجلس الامن الدولى باتت معلقة .. ومع ذلك فإننا مصرون على الاستمرار فى تقديم طلبنا مرة أخرى والحصول على العضوية الكاملة" مشيرا الى وجود انقساما فى المجلس بشأن الطلب الفلسطينى. وعلى صعيد تحركات وزارة الخارجية لتوسيع رقعة الاعتراف بفلسطين , قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطينى "إن لدينا تحركات متشعبة على أكثر من مستوى حيث سنزور فى أقرب وقت ممكن الدول التى ستدخل فى الأول من يناير فى مجلس الأمن . كما سنتواصل مع كل أعضاء المجلس ال15 دون أى استثناء بما فيها تلك الدول التى تبقى عضويتها حتى نهاية ديسمبر الجارى". ويعتزم الفلسطينيون التوجه مجددا إلى الأممالمتحدة طلبا لتدخلها "العاجل" من أجل مطالبة إسرائيل بوقف مشروعها الاستيطاني "الممنهج والمنظم" في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة . وكانت السلطة الفلسطينية اكدت يوم الاحد أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل الانتهاك الأكبر لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة.