تختتم اليوم فعاليات المعرض الوطني لمنتجات العسل والخلية بجسر قسنطينة في الجزائر العاصمة، حيث شهد مشاركة 44 عارضا يمثلون 13 ولاية. ورغم ما تتمتع به الطبيعة الجزائرية من تنوع نباتي يؤهلها لإنتاج أنواع عديدة من العسل، إلا أن الجزائر لم تحقق بعد الاكتفاء الذاتي في هذا المنتوج، ناهيك عن العراقيل التي تواجه مربي النحل في الميدان. كشف حواس صغور، رئيس تعاونية تربية النحل لولاية الجزائر، في حوار جمعه مع ”الفجر” على هامش المعرض الوطني للعسل ومنتجات الخلية، عن أهم العراقيل التي تنغص مهنة النحالة، حيث أن المشاكل التي يعاني منها مربو النحل تنقسم إلى قسمين، أولاها ”موضوعية” وتتعلق بالأدوية السامة المستخدمة في موسم التزهير، فهي تضر بتربية النحل كمرض ”الفاروا” المنتشر بقوة على المستوى العالمي، والمطلوب من النحالين أن يعالجوا الخلايا في نفس الوقت. ليستنكر ذات المتحدث أن العملية تشهد عدم التنسيق، هذا الأخير الذي يجب أن تتدخل في تجسيده وزارة الفلاحة. أما ثانيها ”مفتعلة”، وتتعلق بالمربين الذين يفضلون النشاط لوحدهم في الميدان ويرفضون الشباب الذي انخرط في المهنة مؤخرا. فبعض النحالين - يضيف صغور - متواطئون مع الفيدرالية الوطنية للحرفيين، وهذا لتنظيم المعارض التي أصبحوا يحتكرونها ويسيطرون عليها، علما أن مشكل التسويق يعاني منه النحالون بسبب غياب محلات تخصهم، لتكون المعارض الفضاء الوحيد الذي يمنح فرصة بيع منتجاتهم للمستهلك. يشهد إنتاج العسل تراجعا كبيرا حسبما أكده حواس صغور، والأمر راجع لعوامل عديدة، فالنحالون تكلفهم مهنتهم التنقل إلى أبعد الأماكن لوضع الصناديق التي تمثل خلايا النحل، لكن الميدان يشهد احتكار مناطق في وضع هذه الخلايا، ما يصعب الأمر للمربي الجديد، من خلال رفع ثمن الكراء من قبل المحتكرين، ناهيك عن ظاهرة سرقة الخلايا. وفي رده على سؤالنا عن موضوع التأمين، قال في معرض حديثه ”يجب تأمين الخلايا، لكن بعد الاتفاق مع الصندوق الفلاحي للتأمينات وجمعية مربي النحل لولاية الجزائر، والمشكل أن السعر باهض ليس في متناول أغلب النحالين، باعتبار أن تأمين خلية واحدة يقدر ب 8000 دج”. وعليه فإن حواس صغور، رئيس تعاونية تربية النحل لولاية الجزائر، يطالب بمرافقة الوزير للمهنة حتى يتم تنظيم الأمور. وقال متحدثنا إنه ”لا توجد أي هيئة تضبط سعر العسل، لأن الأمر راجع لكمية الانتاج، ناهيك عن التكاليف التي دفعها النحال قبلا في دفع كراء الأرض ومسافة التنقل وغيرها من المراحل. ومن ضمن الأنواع العديدة من العسل يعتبر عسل ”السدر” و”اللبينة” الأكثر طلبا من قبل الجزائريين، لكن يبقى التصدير بعيدا في الوقت الحالي، لأن الجزائر لم تحقق بعد الاكتفاء الذاتي في انتاج العسل، كما أننا لا نملك مخابر بمقاييس عالمية خاصة بالعسل، وتحقيق ذلك كله يستدعي تنظيم السوق الوطنية أولا”.