فصلت غالبية التشكيلات السياسية في قرارها بدخول معترك التشريعيات المقبلة، بعدما التحقت حركة مجتمع السلم بالركب عند إعلان رئيسها رسميا عن المشاركة في هذه الاستحقاقات، فيما ينتظر أن تقرر أحزاب قليلة لم تحسم أمورها بعد سواء بالذهاب للمشاركة أو المقاطعة في الأيام المقبلة وعلى رأسهم الأفافاس وحزب العدالة والتنمية وكذا المولود الجديد لعلي بن فليس حزب طلائع الحريات. من المتوقع أن تشهد التشريعيات المقبلة حضورا بارزا وقويا للأحزاب الإسلامية التي أدركت أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي وتؤمن بقدرتها على استقطاب أصوات عدد كبير من الناخبين الذين سيجدون أنفسهم أمام العديد من الخيارات الموجودة على الساحة بين الموالاة والمعارضة. وفي انتظار إعلان حزب التنمية والعدالة عن موقفه، فإن الأكيد أن تجربة التكتل الأخضر الذي خاضت به أحزاب من التيار الإسلامي تشريعيات 2012 مجتمعة، لن تتكرر هذه المرة، حتى وإن كانت تصريحات بعض قادة التيار ترحب بالتحالفات. من جهته قرر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الأرسيدي هو الآخر المشاركة هذه المرة، بعد أن قاطع التشريعيات الفارطة، كما أكد حزب تجمع أمل الجزائر تاج لعمار غول مشاركته فيها وهي أول تجربة انتخابية لهذه التشكيلة السياسية التي رغم عدم مشاركتها في الاستحقاقات السابقة، فإنها تملك نوابا داخل المجلس الشعبي الوطني والذين انسحب أغلبهم من تكتل الجزائر الخضراء، لينضموا إلى حزب عمار غول الجديد حينها. وعن إمكانية التحالفات الإسلامية هذه المرة تشير كل المعطيات إلى أن أغلب التشكيلات تريد افتكاك مقاعد نيابية فرادى بعد أن فشلت التكتلات ولم تثمر، وذلك حسب ما عبر عنه عبد الرزاق مقري بأن الحزب أخذ الإشارة من التنسيقية والتي مفادها أنها لا تحبذ التحالفات بشكل واضح وهذا الأمر منطقي، موضحا أن أحزاب التنسيقية تختلف في برامجها ولديها هدف واحد هو الكفاح من أجل الحريات الديمقراطية وليس التحالف في الاستحقاقات.