اعتبرت المقاطعة تعني القبول بسياسة الأمر الواقع المفروضة الأحزاب الإسلامية تراجع حساباتها بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة تتجه الأحزاب الإسلامية لتحديد موقفها بشكل نهائي من الانتخابات التشريعية المقبلة قبل انقضاء الأسبوع الجاري، وعلى الأرجح أن تعلن عن قرارها بخصوص هذا الموعد السياسي بتبني خيار المشاركة ، اقتداء بحركة الإصلاح الوطني التي حددت موقفها أول أمس، باعتماد خيار دخول المعترك الانتخابي المرتبط بتجديد المجلس الشعبي الوطني، في تجمع شعبي نظمته بمستغانم، بمبرر المساهمة في تغيير الوضع القائم ورفض سياسة الكرسي الشاغر المتبناة من طرف المجموعة الحزبية المحسوبة على المعارضة. قالت النائب بهيئة ولد خليفة، عن حركة مجتمع السلم، نورة خربوش، "ان التشريعيات القادمة تشكل فرصة لإحداث التغيير ولو جزئيا، ينبغي على الطبقة السياسية خاصة المصنفة في خانة المعارضة أو الممثلة للتيار الإسلامي"، وذكرت أن " حمس" تحضر لهذا الموعد الذي ستعلن قريبا عن موقفها منه، وتوقعت ان يكون القرار ايجابيا، اي تبني خيار المشاركة على خطى حركة الإصلاح شريكتها في" تكتل الجزائر الخضراء" الذي يتجه نحو الذوبان، وحسب البرلمانية خربوش فان التحضيرات المكثفة على المستويين المركزي والمحلي بكل مناطق الجزائر العميقة التي يقوم بها مناضلو حركة مجتمع السلم، توحي أن خيار المشاركة هو الأقرب، وان مؤسسات الحركة تكون قد وافقت على هذا الأخير ، وما تبقى فقط هو الإعلان عنه من طرف القيادة. وعن كيفية دخول هذه المنافسة السياسية في حالة ما تقرر ذلك، إن كان عبرا لتحالف مع أحزاب أو تنخرط لوحدها في السباق المذكور، قالت المتحدثة الحديث في هذا الأمر يتجاوزها . من جهتها، أفادت ممثلة حركة النهضة في الغرفة التشريعية السفلى، فاطمة الزهراء بونار، أن حزبها لن يترك هذه الانتخابات تمر دون أن يضع عليها بصمته، وقالت" إن المقاطعة تعني القبول بالوضع الحالي الذي وصفته ب " المتردي" على كل الأصعدة والإبقاء عليه، وذكرت أنها شخصيا تود أن تشارك حركة النهضة في هذه الاستحقاقات وأيضا التشكيلات الحزبية الممثلة للتيار الإسلامي، لمنافسة قوى الموالاة سعيا في إحداث حركية سياسية تليها أخرى إنمائية لتدارك النقائص المسجلة على الصعيد التنموي، ومن خلال ذلك تحسين معيشة المواطنين ورفع الغبن عن المجموعة المعوزة والمحرومة، وبرأي البرلمانية بونار فان التغيير المنشود يمر طريق إحداثه عبر المشاركة في الانتخابات، لذلك يجب استغلال هذه وعدم تضييعها واعتبارها بوابة لإحداث الانتقال الديمقراطي السلس الذي تشتغل عليه المعارضة، وجعل قبة البرلمان واحدة من أسس تحقيق هذا المبتغى، من جهة، والعمل على تجسيد التطلعات المنشودة لعموم الجزائريين. وذكرت بونا ر أن حركة النهضة لن تدخل المعترك الانتخابي المشار إليه بمفردها، حيث تشتغل حاليا على إحداث تحالف حزبي ذات توجه إسلامي ، وبرأي المتحدثة فان عدم المشاركة في الاستحقاقات القادمة يعني القبول بالأمر الواقع المفروض علينا من قبل أقلية و الاستسلام للموالاة . وفي انتظار تحديد جبهة العدالة والتنمية لرئيسها، عبد الله جاب الله، موقفها النهائي من تشريعيات ربيع العام المقبل، كانت حركة البناء الوطني التي يرأسها مصطفى بلمهدي، قد أعلنت مؤخرا مشاركتها في هذه الانتخابات، ودعت الأحزاب الإسلامية إلى تشكيل تكتل حزبي قوي تخوض به استحقاقات تجديد الغرفة التشريعية السفلى المقررة بعد سبعة أشهر. وكذلك الشأن بالنسبة لحزب تجمع أمل الجزائر، لعمار غول، الذي اعتبر التشريعيات المقبلة فرصة لإحداث انطلاقة جديدة سياسية واقتصادية واجتماعية تستدعي استثمارها من طرف المجموعة المكونة للمشهد السياسي، وهو ما دفع " تاج " إلى إعلان مشاركته مبكرا في الانتخابات السالفة الذكر، خيارا لمشاركة في هذه الأخيرة ، أعلنت عنه أيضا جبهة التغيير التي يقودها وزير الصناعة الأسبق، عبد المجيد مناصرة، الذي قال، إن قانون الانتخابات الجديد غير ايجابي، ورغم ذلك سنخوض هذه المنافسة وعدم الاستسلام للموالاة ومعدو هذا القانون .