كشفت، أمس الأول، منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” عن ارتفاع إنتاجها إلى مستويات قياسية شهر أكتوبر الماضي، بقيادة الدول الأعضاء التي تأمل إعفاءها من كبح الإمدادات بما يشير إلى فائض أكبر في السوق العام المقبل بنحو 950 ألف برميل يوميا في المتوسط، في وقت يسعى ”الكارتل” إلى الحد من الإنتاج لدعم الأسعار. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري الذي نشر في فيينا ”إن دول ”الكارتل” ال 14 استخرجت 33.64 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بزيادة يومية قدرها 236 ألف برميل على مدى شهر، الذي يعد الأعلى منذ عام 2008 على الأقل. وارتفع الإنتاج العالمي لكل المنتجات 970 ألف برميل يوميا على مدى شهر و880 ألفا على مدى سنة ليبلغ 96.32 مليون برميل يوميا، إذ ارتفع إنتاج الدول غير الأعضاء في ”أوبك” أيضا في أكتوبر الماضي، كما أضاف التقرير. وتشير بيانات ”أوبك” إلى فائض في السوق أكبر من ذلك الذي كشفت عنه وكالة الطاقة الدولية وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه المنظمة في مساعيها لتقييد الإنتاج. ونزل النفط عن 46 دولارا للبرميل من مستواه قرب 54 دولارا الذي سجله عقب الإعلان عن اتفاق ”أوبك” مباشرة في سبتمبر الماضي. وفي ذات الإطار، تعول ”أوبك” على طلب عالمي يبلغ في المعدل 95.31 مليون برميل يوميا، وهو أقل بفارق كبير عن مستويات الإنتاج التي سجلت. ووفق ذات المصدر، فإن نمو الإمدادات في أكتوبر الماضي يرجع في معظمه إلى ليبيا ونيجيريا والعراق، وهي دول أعضاء تسعى إلى إعفائها من أي تخفيض بسبب الصراع. وتستعين ”أوبك” بمجموعتين من البيانات لرصد إنتاجها هما الأرقام التي تقدمها كل دولة من دولها الأعضاء وتلك التي تقدمها المصادر الثانوية ومن بينها وسائل إعلام متخصصة في متابعة القطاع. ويرجع السبب في ذلك إلى خلافات قديمة بشأن الكميات التي تضخها كل دولة فعليا. وأضاف أن ”إنتاج ”أوبك” في أكتوبر الماضي زاد كثيرا على أعلى سقف مقترح للإنتاج وهو بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا طبقا لاتفاق ”أوبك” في الجزائر”. وعليه خفضت ”أوبك” توقعاتها لإمدادات المعروض من خارجها هذا العام، لكنها قدرت نمو المعروض في 2017 عند 230 ألف برميل يوميا دون تغير يذكر عن الشهر السابق. وتتوقع ”أوبك” في تقريرها أن يصل متوسط الطلب على خامها في 2017 إلى 32.69 مليون برميل يوميا، بما يشير إلى أن متوسط الفائض في السوق سيصل إلى 950 ألف برميل يوميا إذا واصلت ”أوبك” الإنتاج بنفس الكمية. وكان تقرير الشهر الماضي يشير إلى فائض قدره 800 ألف برميل يوميا. وكالة الطاقة الدولية تتخوف من تواصل تخمة الإمدادات التي تضغط على الأسعار وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها والتي تقدم النصح للدول المستهلكة للنفط حول قضايا الطاقة، ”إن ”أوبك” زادت إنتاجها لخمسة أشهر متتالية، وكان العراق والسعودية على رأس الدول التي زادت إنتاجها”. وقد تؤدي البيانات الجديدة لإنتاج ”أوبك” إلى تعقيد المحادثات بين أعضاء المنظمة بخصوص كيفية تقاسم الخفض المتفق عليه في الجزائر. وأوضحت الوكالة إن المعروض العالمي زاد بواقع 800 ألف برميل يوميًا في أكتوبر إلى 97.8 مليون برميل يوميًا، وإن تخمة المعروض قد تستمر في 2017 للسنة الثالثة ما لم تتحرك أوبك. ومن جهته أضاف تقرير شركة بيكر هيوز للخدمات البترولية مزيدًا من القتامة للصورة إذا أظهر زيادة عدد منصات الحفر الأمريكية بواقع منصتين في الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر تشرين الثاني إلى 452 منصة في زيادة هي الواحدة والعشرين في 24 أسبوعًا.