أقرّ مجلس الأمن الدولي الخميس، بإجماع أعضائه ال15، مشروع قرار أمريكي بتمديد مهمة فريق المحققين الدوليين المكلفين تحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سورية، لمدة سنة. ويمنح تمديد ”آلية التحقيق المشتركة” بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي أنشئت في أوت 2015، مهلة جديدة تنتهي في نوفمبر المقبل، ويمكن تمديدها مجددا إذا ”رأى المجلس ضرورة لذلك”. وقالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سامنثا باور إن ”آلية التحقيق المشتركة هي أداة أساسية لمكافحة الإفلات من العقاب”، مؤكدة أن هناك ”أدلة موثوقا بها على هجمات عديدة أخرى بالأسلحة الكيميائية شنها النظام السوري”. ومن جهته، قال ممثل روسيا في الأممالمتحدة، فلاديمير سافرونكوف: ”الأدلة الكثيرة على استخدام منظمات إرهابية أسلحة كيميائية”، وأعرب عن أمله في أن لا يرضخ المحققون ”للضغوط التي تمارسها بعض الدول” بهدف تحميل دمشق المسؤولية عن هذه الهجمات. وخلص المحققون بعد عام من التقصي إلى اتهام النظام السوري باستخدام مروحيات لشن هجمات كيميائية على ثلاث مناطق في شمال سورية في العامين 2014 و2015. وكانت تلك المرة الأولى التي تتهم فيها دمشق مباشرة ويتم تحديد وحدات من الجيش السوري وتحميلها المسؤولية عن هجمات بغاز الكلور. كما اتهم المحققون أيضا تنظيم الدولة الإسلامية داعش باستخدام غاز الخردل في شمال سورية في أوت 2015. وفي شأن ذي صلة، أوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للصحفيين عقب اجتماعه مع نظيره الأمريكي جون كيري في مدينة ليما عاصمة بيرو، أنّ سبب تنفيذ الطيران الروسي عمليات القصف في محافظتي إدلب وحمص السوريتين، يكمن في أنّ وحدات من القوات الجوية الروسية والقوات الجوية السورية في محافظتي إدلب وحمص، تسعى للحيلولة دون انسحاب ”داعش” من الموصل. ووصف لافروف لقاءه مع كيري ب”الجيد”. ومن جانبه، قال كيري إنهما تمكنا من مناقشة ملفات تخص اليمن وليبيا وسوريا وأوكرانيا، بالإضافة إلى أخرى تتعلق بالعلاقات بين واشنطن وموسكو. وكان بيان لوزارة الدفاع الروسية أفاد أن سربا من قاذفات استراتيجية من القوات الجوية الروسية وجهت يوم الخميس ضربات بصواريخ إلى مواقع ”داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا. وأوضحت الوزارة أنه ”تم إطلاق الصواريخ من فوق مياه البحر الأبيض المتوسط، وأقلعت الطائرات من أحد المطارات الواقعة على الأراضي الروسية ونفذت عمليتين للتزود بالوقود جوا وقطعت مسافة تبلغ 11 ألف كيلومتر”. وأشارت إلى أنه تم إشراك مقاتلات من طراز ”سو-33” تابعة لحاملة الطائرات ”الأميرال كوزنيتسوف” وكذلك الطيران الحربي من قاعدة حميميم، وأن مقاتلات من طراز ”سو-30” غطت سير العملية، فيما نفذت الطائرات من دون طيار مهام تسجيل نتائج الضربات. وقال البيان إن الضربات استهدفت ”مراكز القيادة التابعة للإرهابيين، ومستودعات الأسلحة والذخائر، وتجمعات المعدات العسكرية وكذلك المصانع الخاصة بإنتاج الأسلحة”، مشددا على أن ”إحداثيات جميع الأهداف تم تدقيقها وتأكيدها عبر قنوات استطلاع عدة”.