رفض الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في بلاده، التي خسرها في وقت سابق هذا الشهر. وقال جامع في خطاب بثه التلفزيون الرسمي للبلاد، إنه سادت العملية الانتخابية ”أمور غير مقبولة”، ودعا إلى تصويت جديد. وصرّح في خطابه التلفزيوني ”بعد تحقيق دقيق، قررت رفض نتيجة الانتخابات الأخيرة”. وأضاف ”أشعر بالحزن للمخالفات غير المقبولة والخطيرة، التي أفيد أنها وقعت خلال العملية الانتخابية، وأدعو إلى انتخابات جديدة وشفافة ستشرف عليها لجنة انتخابات مستقلة وعادلة”. وكانت نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخرا في غامبيا أظهرت انهزام رئيس البلاد الحالي يحيى جامع الذي تعهد بأن يحكم بلاده ”مليار سنة”، وذلك بعد 22 عاماً من الحكم. وشكل التصويت تحد كبير لجامع الذي يوصف على نطاق واسع، بكونه ديكتاتور منذ توليه السلطة، عن طريق انقلاب عسكري عام 1994، وفاز بأربع ولايات انتخابات منذ ذلك الحين. وشارك في هذه الانتخابات 886ألف و578 ناخب، واجه خلالها جامح ائتلافا يتشكل من عدة أحزاب سياسية، اختار رجل الأعمال أداما بارو مرشحا للرئاسة. وحصل بارو (51 عاما)، الذي عاد إلى البلاد في عام 2006 حيث أسس شركته العقارية، على 45.5 بالمئة من الأصوات، مقابل 36.7 في المئة لجامع. في حين حصل ماما كانديه وهو مرشح حزب آخر على نسبة 17.8 بالمئة فحسب من الأصوات. واعترف جامع بهزيمته وهنأ خصمه متمنيا له النجاح. وقال في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي للبلاد ”الغامبيون قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص لقيادة البلاد، اتمنى لكم الأفضل”. ومن جهته أعلن أداما بارو عن ”غامبيا الجديدة” بعد 22 عاما من حكم جامع المتسلط، وتعهد بالعمل على إنعاش الاقتصاد في البلاد، وتحديد مدة الرئاسة بولايتين وتشكيل حكومة انتقالية لمدة ثلاث سنوات. وتعد غامبيا أصغر دولة في افريقيا، لا يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، وقد أصبحت السياحة أسرع قطاعات البلاد الاقتصادية نموا، وهي معروفة للمسافرين باسم ”ساحل غرب إفريقيا المبتسم”.