كللت الزيارة التفقدية التي قادت والي قسنطينة كمال عباس إلى عدد من الورشات والمشاريع الخاصة بقطاع الثقافة والشؤون الدينية، باتخاذ إجراءات غاية في الأهمية، أبرزها القرار المتعلق بتأجير مسرح الهواء الطلق بطريق عين الباي، إلى جانب التأكيد على ضرورة إعادة فتح مسجدي أحسن باي والجامع الكبير بقلب مدينة قسنطينة قبل شهر رمضان المقبل. وجه الوالي، الأربعاء المنصرم خلال زيارته لمسرح الهواء الطلق، تعليمات لرئيس بلدية قسنطينة بإعداد دفتر شروط في أقرب وقت من أجل عرض المسرح للكراء عن طريق المزايدة، مع وضع بنود تلزم المستثمر الذي يقوم باستئجار المرفق باستغلاله فقط في النشاطات الثقافية والفنية وحتى الأعراس من أجل جلب المستثمرين، إلى جانب إدراج بند يمنع استعماله كمطعم أومقهى، ويسمح للبلدية باستغلاله في أي وقت دون مقابل مالي، مؤكدا أن شروط العقد يجب أن تفرض على المستثمر التكفل بتهيئة وصيانة المسرح وتخصيص المساحة الخارجية التابعة له في وضع ألعاب للأطفال، وهو ما سيسمح بإعادة بعث النشاط بالمسرح المتوقف منذ 3 سنوات وجلب مداخيل مالية لبلدية قسنطينة. وفي المدينة القديمة قام المسؤول الأول عن الولاية بزيارة ورشتي أشغال ترميم مسجدي أحسن باي والجامع الكبير، بعد تدخله لإعادة تفعيل الورشات وتسوية الوضعيات المالية للمؤسسات المكلفة بالأشغال ومكاتب الدراسات التي أوكلت لها عملية المتابعة ميدانيا. وتلقى شروحات من طرف مكاتب الدراسات المكلفين بمتابعة عمليات الترميم من طرف الديوان الوطني لتسيير المؤسسات والأملاك الثقافية. ووصلت أشغال ترميم مسجد أحسن باي إلى نسبة 80 % من التقدم، إذ لم يبق إلا حصص الأشغال الخاصة بمعالجة واجهات المسجد وقاعة الصلاة والمائضة وأشغال الطلاء. وقد أمر والي الولاية بتدعيم الورشة باليد العاملة وتقسيمها على أفواج متفرقة لإنجاز ما تبقى من الأشغال قصد تسليم هذا المعلم وإعادة فتحه للمصلين بمناسبة يوم العلم 16 أفريل 2017. كما طلب من مكتب الدراسات بتقديم مخطط عمل لباقي الأشغال التي سيتم إنجازها. بورشة ترميم المسجد الكبير، أمهل الوالي القائمين على هذا المشروع مدة ستة أشهر لتسليمه وإعادة فتحه للمصلين، كما أمر مكتب الدراسات المكلف بالمتابعة بتنظيم الأشغال داخل الورشة وتقديم مخطط عمل في غضون الأسبوع الجاري، وأمر مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بإنشاء خلية متابعة لكافة مشاريع ترميم المساجد والزوايا بالقطاع المحفوظ في المدينة القديمة، التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أجل مرافقة مكاتب الدراسات والتدخل إذا اقتضى الأمر لتسهيل المهمة لهم. وبلغت نسبة الأشغال بهذا الصرح الذي عايش قرونا من الزمن 30 % من التقدم، فيما كلف والي الولاية مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالتدخل لدى التجار الذين يشغلون أملاكا حبوسا من أجل السماح للمؤسسة بإنجاز أشغال الترميم والتدعيم داخل محلاتهم، على أن يستأنفوا نشاطهم التجاري بعد نهاية العملية. وللتذكير، تدخل عملية ترميم هذين المسجدين في إطار مشروع ترميم 19 معلم بالمدينة القديمة منها 12 مسجدا و7 زوايا ضمن البرامج التي استفادت منها ولاية قسنطينة بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.