أعلن ما يعرف بتنظيم الدولة ”داعش”، مساء الثلاثاء، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف سوقا لعيد الميلاد وسط برلين، حيث اقتحمت شاحنة رصيفا مخصصا للمشاة ودهست حشدا من المارّة، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح نحو خمسين آخرين. وقالت وكالة ”أعماق” التابعة للتنظيم، في حسابها على موقع التراسل (تليغرام) ”منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية هو جندي للدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي”. وذكرت صحف ألمانية، يوم أمس، بأن أجهزة الأمن تبحث عن مواطن تونسي يشتبه في ضلوعه في الهجوم، بعد عثورها على بطاقة هويته داخل الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس. وقالت مصادر مقربة من التحقيق، إن المشتبه به من مدينة تطاوينجنوبتونس ويبلغ من العمر 21 أو 23 عاما، ومعروف بثلاث هويات، تركت إحداها وثيقة في شاحنة مهاجر رفضت السلطات طلب لجوئه من دون أن يتسنى لها ترحيله. وأكدت الشرطة الألمانية أن منفذ الهجوم لا يزال طليقا ويُخشى أن يكون مسلحا، وأن الشاب المعتقل المشتبه فيه بهذه الجريمة لا علاقة له بالهجوم. وكانت وسائل إعلام ألمانية قد أفادت في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أنّ سائق الحافلة التي تحمل لوحة ترقيم بولونية، باكستاني، دخل ألمانيا في 2016. لكن لم يتم التحقق بعد من هذه المعلومة لدى السلطات. وقال لوكاسز فازيك، مسؤول الشركة المالكة للشاحنة، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه فقد الاتصال مع السائق الذي يبلغ من العمر 37 سنة يوم الاثنين على الساعة 3 مساء. وأشارت مصادر أمنية محلية إلى أنه تم إلقاء القبض على أحد اللاجئين، الذي وصل إلى ألمانيا كلاجئ في فبراير الماضي عبر البلقان، للاشتباه في تورطه بالحادث، دون أن يتضح تورطه. من جانبه، أفاد وزير داخلية ولاية براندنبورغ الألمانية كارل هاينز شروتير بأن الرجل الذي عثر على جثته داخل السيارة لم يكن منفذا ثانيا للهجوم، بل كان سائق بولندي وقتل بالرصاص قبل وقوع الحادث. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تنقلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأعضاء في حكومتها، إلى موقع الدهس وضعوا ورودا في مكان الحادث. وصفت ميركل الهجوم ”بالعمل الإرهابي”، كما لمحت أنه من المحتمل أن يكون منفذ العملية من طالبي اللجوء. وقالت ميركل: ”أعرف أنه سيكون من الصعب علينا تحمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في ألمانيا. سيكون الأمر مثيرا للاشمئزاز تجاه كل الألمان الذين يسعون يوميا لمساعدة اللاجئين، وأيضاً تجاه كل الناس الذين يحتاجون فعلاً للحماية.” يذكر أنّ حادثة الدهس، التي جرت في أحد أسواق عيد الميلاد، وسط العاصمة الألمانية برلين، ذهب ضحيتها 12 شخصًا على الأقل، وإصابة 50 آخرين، بعضهم بإصابات خطيرة. ورجح السلطات الأمنية الألمانية بكون عملية الدهس ”هجوماً إرهابياً”.