لقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب 48 آخرون على الأقل مساء الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، جراء قيام سائق شاحنة بدهس حشد شعبي في سوق مزدحمة لأعياد الميلاد وسط برلين. وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير الثلاثاء أن هذا الحادث كان عملية إرهابية. وقال الوزير أثناء مؤتمر صحفي: "ليس لدينا حتى أدنى شك في أن هذا الحادث المرعب كان اعتداء إرهابيا"، واصفا هذا الهجوم، الذي استهدف حشدا من المواطنين المتجمعين حول أكشاك خشبية تبيع النبيذ والنقانق، بأنه جريمة غير إنسانية. وأعلنت صحيفة "دي فيلت" نقلا عن مصدر رسمي في شرطة المدينة قوله إن منفذ هجوم برلين لا يزال طليقا ومسلحا وقد يشن ضربات جديدة، بينما اتضح أن الشاب المعتقل المشتبه فيه بهذه الجريمة لا علاقة له بالهجوم. وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد نشرت في وقت سابق من الثلاثاء تقريرا يفيد بأن المعتقل هو باكستاني من مواليد عام 1993 وكان قد ارتكب عدة مخالفات قانونية بعد وصوله إلى البلاد في أواخر عام 2015. وسبق أن أفادت الشرطة بأن الرجل الآخر الذي عثر على جثته داخل الشاحنة مواطن بولندي، مضيفة أنه لم يقد الشاحنة.
الرجل الثاني داخل الشاحنة كان سائقا بولنديا قتل قبل الهجوم من جانبه، شدد وزير داخلية ولاية براندنبورغ الألمانية كارل هاينز شروتير على أن حادث الدهس هذا كان عملية إرهابية، موضحا أن الرجل الذي عثر على جثته داخل السيارة لم يكن منفذا ثانيا لجريمة الدهس، بل كان ضحية للذي قام بعملية الدهس. ونقلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن الوزير قوله إن هذا الرجل سائق بولندي وقتل بالرصاص قبل وقوع الحادث. تجدر الإشارة إلى أن الشرطة أفادت بأن الشاحنة تابعة لشركة نقل بولندية وكانت مسروقة من موقع بناء في بولندا، وذلك في وقت أعلن فيه رئيس الشركة بأن اتصل مع السائق القتيل آخر مرة في منتصف نهار الاثنين في برلين، ثم فقد الاتصال معه. ويقول شهود عيان إن الشاحنة كانت تسير، أثناء دهسها الناس، بسرعة لا تقل عن 65 كم في الساعة. ويعيد هذا الحادث الكارثي إلى الأذهان الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مدينة نيس الفرنسية، حيث دهست شاحنة في 14 يونيو/حزيران الماضي حشدا من المواطنين الفرنسيين المحتفلين بيوم الباستيل (اليوم الوطني الفرنسي) ما أدى إلى مقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 300 آخرين، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن ذلك الاعتداء الدموي.