* الجزائر تقترح إعادة تفعيل بعض الاتفاقات التاريخية بين الليبيين أنفسهم قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج أن زيارته الجزائر تندرج في إطار التشاور المستمر و”حلحلة بعض الاختلالات التي يمر بها الوضع في ليبيا”. وأوضح السراج لدى استقباله من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل في تصريح للصحافيين أن زيارته تهدف إلى ”التشاور المستمر والمتكرر” بين البلدين للتوصل إلى ”ايجاد حل ايجابي” للأزمة التي تعيشها ليبيا حاليا. وذكر الوزير الليبي بالدور ”الفعال والمستمر” للجزائر وذلك بدعمها لحكومة الوفاق الوطني الليبية. وحول أجندة الزيارة اكتفى السراج بالقول أنه سيتطرق إلى عدة ملفات مع المسؤولين الجزائريين تهدف إلى ”تعزيز ودعم التعاون الثنائي ”بين البلدين في مختلف المجالات. وتعد زيارة السراج ثالث زيارة له للجزائر بصفته رئيسا للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، لكنها تأتي عقب أول زيارتين من نوعهما لهذا البلد لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح والمشير قائد الجيش الوطني خليفة حفتر قبل أيام. وقال بيان للوزارة الأولى في هذا الصدد أن السراج سيتطرق إلى تطورات الوضع والجهود المبذولة في إطار التسوية السياسية للأزمة التي يعيشها هذا البلد. كما ستسمح هذه الزيارة بتجديد موقف الجزائر الثابت الذي يدعم ديناميكية السلم المباشر فيها في هذا البلد والقائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في ظل احترام السيادة الوطنية لليبيا. وتتزامن زيارة السراج مع تصريحات وزير الخارجية رمطان لعمامرة وقال في حوار لإذاعة الجزائر الدولية أن ”المجتمع الدولي لم يقف إلى جانب السلطات الليبية الجديدة من أجل الشروع في إعادة بناء الدولة الليبية والتأسيس لمؤسسات قوية في مختلف المجالات لاسيما السياسية والأمنية منها”، مشددا على أن ”الضربات المتسلسلة لن تساهم إلا في توسيع رقعة الإرهاب ومضاعفة أخطاره في دول المنطقة”. وشدد الوزير الجزائري على أهمية استعادة ليبيا دورها السياسي قائلا أنه ”على ليبيا أن تعود كدولة قوية للقيام بدورها بشكل كامل في المنطقة وفي الأطر التي ننتمي إليها وحتى في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن ”الدولة الليبية القوية التي تمتلك مؤسسات فعالة هي القادرة على أن تقدم إضافة معتبرة إلى جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وإفريقيا”. ويشير لعمامرة إلى الأطراف المعنية مباشرة بتعقيدات الأزمة معتبرا أن ”ما يحدث في ليبيا من مسؤولين ليبيين أولا وقبل كل شيء، ولكن أيضا نتيجة التدخلات الأجنبية التي عقدت المعطيات بشكل كبير”. وأكد أن موقف الجزائر من هذه الأزمة يحظى بدعم الاتحاد الإفريقي ”كوننا معنيون بشكل مباشر حيال ما يحدث في ليبيا”. وقدم لعمامرة مقترحات يعتبرها ناجعة لحل الأزمة، كأن يتم الرجوع إلى بعض الاتفاقات التاريخية بين الليبيين أنفسهم ثم العمل على فترة انتقالية شاملة وديمقراطية تفضي إلى مصالحة وطنية ومؤسسات جديدة تجمع جميع الليبيين بشكل ديمقراطي. وأوضح أن هذا الأمر لم يتحقق بسبب تدخلات بعض الدول التي كانت لديها أجندات مختلفة عن هذا المسار.