أعلن الروائي واسيني الأعرج، لجريدة مصرية، أنه يبذل جهودا كبيرة من خلال رواياته وأعماله حتى ”نستطيع أن نجد أنفسنا داخل هذه الدائرة عن طريقي وعن طريق الآخرين لخلق مناخ ثقافي صحي يسمح للجيل الجديد بأن ينخرط في هذا المشروع”، مشيرًا إلى أن معظم الروايات التي كتبها نالت جوائز مهمة لما تضمنته من قصص وأحداث ونمط وأسلوب راقٍ. ولفت إلى أنه يتفادى التكرار وكتابة أي شيء يشبه ما كتبه سابقا، لأن هناك التزاما واحتراما للقارئ، الآن القارئ الذي يتابعك له شروط خاصة مثلا، فالقارئ اليوم هو يحبك وغدا لا إن اكتشف أن هناك تكرارًا وأن الأعمال متشابهة حتى لا يكون هناك إحساس من القارئ أنك تمارس عليه الغباء، ثم عدم نسج رواية تشبه الرواية السابقة حتى لا أقع في الرتابة، أما في ما يتعلق بالحوارات وشكل الرواية وما يتعلق بمواضيعها حتى طريقة كتابة الرواية وما يتعلق باللغة أيضا، لأن لغة الراوية بالنسبة لهذه المسائل الأربع أو الخمس أساسية، يعني يجب على اللغة أيضا أن تستجيب لمعطى الشكل المختار، لأن الرواية الأخيرة التي كتبت تتحدث عن الوضع القاسي جدا وعن مآلات قاسية جديدة من اليوم إلى 2084، كما تتوقع الراوية كيف سيكون شديدة القسوة، إذًا فلغة الراوية يجب أن تحمل أيضا هذا النفس بحيث أن الشعرية الموجودة في الرواية السابقة ستتضاءل قليلا وتحل محلها اللغة السردية والحوارية، وأحيانا تصل درجة الجفاف لكنها تريد أن تقول شيئا بشكل واضح. وحول طريقة اختيار روايته، قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، أولا إذا دخلنا في السياق العام نحن في عالم يتغير نحن أيضا في عالم لسنا وحيدين فيه، عالم مكون من الأمم المختلفة من أذواق مختلفة من سياقات مختلفة تاريخيًا ونحن أيضا في عالم تتزاحم فيه الآراء والأفكار الأخرى ونحن بالنسبة للعالم العربي يقرأ باللغة العربية الروايات المترجمة إلى اللغات العالمية المختلفة. وأضاف الروائي الجزائري، ”أنا أيضا أملك نوعا من القناعات يجب على النص الروائي الأول أن يحكي القصة وهذه القصة يجب أن تغري القارئ، لكن إذا أعطيت للقارئ قصة تتحدث عن السياسة والثقافة وعن الحضارة، فلا أعتقد أنه سوف يكون مهتمًا أكثر أو يكون منشغلاً بها يعني هذه الانشغالات التي نحن موجودون فيها كعرب، وهذه القراءات المختلفة للقارئ العربي تحتِّم عليك أن ترتبط بهذا السياق العالمي، ولهذا أنا من هذا المنظور دائما انشغالاتي بطرح مجموعة من الأسئلة، وهذه الأسئلة في عمقها عربية ولكنها أسئلة أيضا إنسانية لأني لست في عالم خاص اسمه العالم العربي. صحيح أني عربي أعيش في رقعة جغرافية معينة لكن هذا العالم العربي تحت تأثيرات عالمية ودولية وأجنبية، وأحيانا مصلحية وأحيانا ثقافية أحيانا تصادمية وأحيانا مسالمة، كيف أعبر عن هذا المعطى التاريخي الزمني واللا زمني”. وعن روايته ”البيت في الأندلس” قال واسيني الأعرج، ”أنا راجعت الميراث العربي الأندلسي على أساس أنني من هذه السلالة الأندلسية، ليس مسألة فخر، ولكن هذا جزء من التاريخ العربي الإسلامي، فكيف أن استوعب هؤلاء الناس بحوالي من مليون إلى 3 مليون في سنة 1492 ثم الترحيل الثاني سنة 1609 كيف وضع على السواحل ورمي بينهم وإنشاء هذه المنطقة وأشاع بها ثقافة على مدار أكثر من 8 قرون. مضيفا في ذات السياق، ”أنا من العائلة المورسكية كيف أكون أنا ولكن في نفس الوقت كيف نحن وكيف أيضا أعبر عن الانشغالات الإنسانية في عملية الترحيل وعملية الهوية وعملية الصراعات وعملية عدم تقبل الآخر التي نعاني منها اليوم ولهذا أقول دائما أن الإرهاب للأسف هو مشكل موضوعي وحقيقي وهو نفسه، قبل قرون كانت محكمة التفتيش المقدس وتقتل العلماء فقط لأنهم يفكرون بهذه الطريقة أو تلك، فإن البشرية مجبرة أن تتحاور وأنا أتحاور مع البشرية من منطلق رواية ”أصابع لوليتا” لا يكون أمرًا آخر ويصير الإرهاب بمعناه المعاصر يعني هو توقع العربي داخل هذا العام بما يسمى العالم الغربي، والرواية كلها تدور في فرنسا وتحدث في باريس قبل الإقدام على جريمة بالكلور والجرائم الأخرى، وهذا ليس وحيّا من هذا التأمل أي عندما تخرج من الدائرة العربية وتذهب إلى الدائرة الإنسانية، لأن هذا يمنحك فرصة أن تتأمل العالم الرواية في أفق أوسع ليس أفقا ضيقا، وهذا يعني القارئ أيضا لهذا أقول: إن ”هذه المسائل ليس مسألة شخصية بل هي مسألة عربية بقدر ما هي تخرج من العمق العربي والانشغالات لتذهب بعيدا”. في الرواية الأخرى ”العربي” أيضا هناك مشاكل إنسانية وما هو مآل العرب في ظل الثورات الشديدة القصوى، لكن في ظل مصالح الدول التي يهمها أكثر أن تبقى الدول العربية متخلفة وألا تتقدم خطوة واحدة ونحن كذلك مسؤولون عما يحدث لنا هذا ما يقوله البطل في الرواية. إذا هذه الأسئلة الإنسانية وهذه الأسئلة العلمية أيضا التي تبرز الموضوعات التي تحاور بها مع القارئ الذي ينتظر مني أن آتي في كل لحظة بالجديد”.