انتقد رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، مقاطعة رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس للانتخابات التشريعية المقبلة في حين سبق وأن ترشح مرتين للرئاسيات، كما شدد على ضرورة احترام المواعيد الانتخابية وعدم التشكيك في نزاهة الاستحقاقات التي قد تؤدي إلى الخروج للشارع. ودعا عمارة بن يونس، أمس، في تجمع شعبي من ولاية شلف إلى ضرورة ممارسة السياسة والديمقراطية بصفة سلمية دون اللجوء إلى العنف والتخريب في تعليق له على الأحداث التي شهدتها ولاية بجاية مؤخرا، كما دعا قبل أشهر قليلة من التشريعيات القادمة الجزائريين إلى ضرورة الانتخاب باعتبار أن الاقتراع سلوك ديمقراطي، وحاجز أمام كل التأويلات الخاطئة والمشوشين، مشيرا إلى أن الهاجس الوحيد الذي يتربص بالأحزاب السياسية مستقبلا هو العزوف الانتخابي. وشدد عمارة بن يونس، على وجود عدالة اجتماعية واضحة للفوز خلال التحدي الأساسي للجزائر في الانتخابات المقبلة، لأن نسبة المشاركة هي التي ستمنح للبرلمان شرعية وبالتالي سيكون للحكومة المقبلة مصداقية أكبر. وفي هذا السياق، عرج عمارة بن يونس على مختلف القضايا التي تشهدها الجزائر وأهم التحديات المستقبلية على غرار الأمنية والاقتصادية، فبالنسبة لبن يونس بلورة سياسة اقتصادية جديدة أمر حتمي لمواجهة انخفاض أسعار النفط في السوق الدولية وتفادي أي اضطراب داخلي عنوانه الأزمة النفطية والمالية بالجزائر. كما أكد الرجل الأول في ”الأمبيا” على ضرورة توسيع صلاحيات رؤساء المجالس الشعبية البلدية للتقرب أكثر من المواطن والوقوف على انشغلاتهم من أجل تنمية اقتصادية متينة، خصوصا ما يتعلق بملف العقار وغياب الاستثمار بسببه، إلى جانب إصلاح جذري في قانون البلدية والقضاء على الاقتصاد الاشتراكي. من جهة أخرى حذر من السوق السوداء أو السوق الموازية والخطوة الكبيرة التي يشكلها على الاقتصاد الجزائري، وأشار بن يونس إلى أن 60 بالمائة تمارس ضمن السوق الفوضوية. وفي الشق الأمني، وبالنظر إلى ما يحدث في الساحة الدولية حذر بن يونس من أي انزلاق داخلي وقال أن سنوات الجمر التي عاشتها الجزائر أصبحت من الماضي ويجب التفكير في المستقبل، لأمن ما يحدث في دول الجوار خاصة في ليبيا يشكل خطر حقيقي على الجزائر ويجب مواجهة كل هذه التحديات الأمنية بتظافر الجهود وتقوية الجبهة الداخلية بتذليل كل الخلافات والحساسيات خاصة السياسة منها.