تشهد المطاعم المختصة في بيع ما يعرف ب”حمص دوبل زيت” التي تشتهر بها عاصمة الشرق هذه الأيام إقبالا غير مسبوق، حيث تهزك طوابير منذ الصباح للظفر بصحن حمص لدى مختلف المطاعم المتواجدة بوسط المدينة، على غرار مطعم عمي علاوة بشارع بلوزداد سان جان، وبلوكعباش بالقرب من دار الثقافة. محظوظ من يلج المطاعم ويجد مكانا للجلوس لتناول وجبة ساخنة من الحمص بالزيت، التي يقول عنها الكبار إنها مفيدة للجسم وتعطي الفرد قوة لمجابهة البرد. وقال عمار بوكعباش، صاحب أشهر محل بقسنطينة، إنه ضاعف عملية إعداد طبق الحمص هذه الأيام التي تشهد تساقطا للثلوج، والغريب أن كل ما يعده الطباخون ينتهي قبل ال11 صباحا. كما أن النساء اقتحمن المطاعم لتناول الطبق المذكور، مفيدا أن تحضيره يبقى سرا لدى عائلته، وهو ما يجعل الكل يتهافت على مطعمه رغم وجود عشرات المطاعم المشابهة. وقال شاب وجدناه منهمكا في وضع البهارات والحشيش من ”بقدونس” و”دبشة” ممزوجتين بالبصل، أنه يحس بمتعة وهو يتناول الحمص دوبل زيت، وهو بالنسبة له أفضل من شريحة لحم مشوية على الجمر في ظل هذا البرد الشديد. الوضع سيان بمنطقة رحبة الجمال، أين تتواجد عشرات المطاعم المختصة في تحضير ”الحمص دوبل زيت”، حيث أن أغلب تجار وسط المدينة يتوجهون هناك لتناول وجبة الغذاء وهناك من يأتي بأواني لنقل كميات للأبناء والزوجة والأهل في المنازل . وإذا كان طبق الحمص يلقى الرواج والاهتمام لدى من يعملون ويتواجدون خارج البيوت، فإن ربات البيوت يلجأن في معظمهن بقسنطينة إلى تحضير أطباق تقليدية معروفة أبرزها ما يعرف بالعيش بالجزر والحمص والحار، وهو ما يعرف في مناطق أخرى بالبركوكس. كما تبدع نساء في تحضير ما يعرف بالمقرطفة، وهي أكلة عجين تصنع بالمنازل تشبه إلى حد ما ”السباغيتي” إلى جانب الشرشم للأطفال، وهو مزيج بين حبوب القمح التي تطهى على نار هادئة رفقة ما يعرف ب ”بوخبوز”. كما تحضر أيضا في المساء النساء أوما يعرف ب”المسمن” لتناول وجبة ما بعد العصر بالحليب. وهكذا يبقى القسنطينيون كغيرهم من أبناء الوطن يجتهدون في مجابهة برد وثلوج تساقطت حتى بالمناطق الأكثر انخفاضا، كبلدية حامة بوزيان على انخفاض 300 متر.