l المغرب تختلق أزمات مع الجزائر لتلفت الانتباه إليها قالت وثيقة صادرة عن الكلية العسكرية الدولية التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي ”ناتو”، أمس، إن الرد الجزائري السريع خلال أحداث الزيت والسكر عام 2011 جنب الجزائر امتداد ما يسمى بثورات الربيع العربي إليها.
أوضحت كلية دفاع الناتو في الوثيقة التي نشرت تحت عنوان ”انعدام الأمن في شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط” أن الجزائر تجنبت الاضطرابات الشعبية بسبب الرد الرسمي السريع لأعمال الشغب في جانفي 2011 عن طريق التراجع عن بعض القرارات إلى جانب أن الجزائريين لديهم تجربة مع العشرية السوداء حيث هناك ”إجماع أنهم لا يرغبون في العودة إلى الفوضى والعنف في تلك السنوات”، لكن التقرير ذاته اكد أن من نتائج ذلك حالة الركود السياسي في الساحة الوطنية. 100 جزائري منخرطون في التنظيم الإرهابي ”داعش” وعلى الصعيد الأمني عادت الوثيقة إلى بقايا الإرهاب في الجزائر وقالت إن قوات الجيش والأمن تمكنت من القضاء على 125 إرهابي وإلقاء القبض على 225 شخص من جماعات الدعم والإسناد، مشيرة إلى تقديرات رسمية حول انضمام الجزائريين إلى التنظيم الإرهابي ”داعش” حيث لا يقل عددهم عن 100 جزائري ولذلك تركز السلطات على تعزيز الأمن على طول حدودها مع ليبيا ومالي وتونس والمغرب. ومن جهة أخرى، انتقدت الوثيقة غياب سياسة أمنية متضافرة إقليميا لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا، على الرغم من التهديدات الأمنية التي تواجهها هذه الدول. وبالتالي، فإن المبادرات المحلية للحد من التهديدات المتطرفة داخل شمال إفريقيا قد ضعفت بشكل كبير بسبب ما اعتبرته ”توتر العلاقات بين المغرب والجزائر”. وتعرضت كلية دفاع ”الناتو” إلى العلاقات الجزائرية المغربية مرجعة ذلك إلى أن المغرب لديه اهتمام خفي بأن يصبح قوة إقليمية مهيمنة، وهو ما يدفعه لمعاداة الجزائر واختلاق أزمات معه. ودعت الوثيقة البلدين إلى إعادة النظر في علاقتهما الخارجية، ونبذ الخلاف الذي ساد فترة طويلة عام 1963، مباشرة بعد استقلال الجزائر ونهاية الاستعمار الفرنسي. وأوضحت وثيقة الناتو أن العلاقة بين البلدين عرفت فترة من الانفراج منذ فيفري 1989، إلا أن ذلك لم يدم طويلا عندما قرر المغرب إغلاق حدوده مع الجزائر في عام 1994 ومنذ ذلك الحين ردت الجزائر بالمثل. المغرب انتهج سياسة إقليمية خاصة ومعادية لمواجهة الجزائر وقال ”الناتو” إن المغرب انتهج سياسة إقليمية خاصة ومعادية لمواجهة الجزائر، حيث ذهب إلى تعزيز علاقاته مع دول الساحل وغرب إفريقيا، وتشجيع المشاريع الاستثمارية الخاصة في دول غرب إفريقيا، ونشر المذهب المالكي هناك، كما قام بفتح مدرسة لتدريب الأئمة في الرباط.