ندد الاتحاد الوطني للتربية والتكوين ”الأنباف”، ما وصفه ب”الهجمة الشرسة” والإفراط الكبير من طرف أعوان الشرطة ومصالح الأمن في استخدام العنف بكل أشكاله ضد المربين خلال تنظيمهم مسيرة احتجاجية سلمية أمام مقر ولاية مسيلة الثلاثاء الماضي، معتبرا هذا السلوك مساسا بقدسية التربية والمدرسة، مطالبا السلطات المركزية والمحلية بفتح تحقيق في هذه التجاوزات الخطيرة الممارسة ضد المربين أثناء وقفتهم السلمية، كما طالب وزارة التربية الوطنية إيفاد لجنة تحقيق للتأكد من حجم الخروقات والوقوف على عديد التراكمات للقضايا الإدارية والتربوية والمالية المرتكبة في قطاع التربية بالولاية. وأكد الاتحاد الوطني للتربية والتكوين في بيان له تحوز ”الفجر” على نسخة منه أن السلطات العليا في البلاد خاصة وزارة التربية، مسؤولية ”الوضع المتعفن ”الذي وصلت إليه حالة الانسداد بولاية مسيلة من خلال غلق أبواب الحوار الجاد والتفاوض الفعلي مع الشركاء، وتجاوز مدير التربية وتنصله من كل تعليمات وزارة التربية الملحة على ضرورة الاستماع لانشغالات الأسرة التربوية، والتكفل الجدي بقضايا الموظفين والعمال، ولم يستطع مواجهة الوضع وجها لوجه مع المكتب الولائي على طاولة الحوار فلجأ لصفحات التواصل الاجتماعي التي لا تزيد الوضع إلا تأجيجا وهروبا من الأمر الواقع يضيف نفس المصدر. وذكر ”الأنباف”، أن مكتبه الوطني طرح هذا الملف في اللقاء الثنائي بوزارة التربية بتاريخ 25 جانفي 2017. وأكد ”الأنباف” أنه يتابع بأسف واستنكار كبيرين الأحداث المأسوية والتجاوزات الخطيرة التي مورست ضد مناضليه من طرف قوات الأمن على خلفية وقفتهم السلمية وتجمعهم الحضاري المشعر عنه مسبقا أمام مقر ولاية مسيلة، معتبرا هذه التجاوزات المهينة سابقة خطيرة وتعسفا غير مسبوق وتعديا صارخا على حرية الممارسة النقابية المكفولة دستورا، وتراجعا رهيبا عن الالتزامات التي وقعت عليها الجزائر في تطبيق بنود الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومنها العهد الدولي المصادق عليه في 12 سبتمبر1989 خاصة في شقه المتعلق باحترام الحق في حرية التجمع السلمي، رافضا التدخل العنيف غير المبرر، معتبرة إياه تعد على كل الأسرة التربوية واستمرارا لنهج سياسة الترهيب والتخويف الممارس من قبل السلطة، وأكد في نفس الصدد، أن غلق أبواب الحوار الذي تعتمده بعض مديريات التربية مع الشركاء الاجتماعيين وانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام والتسويف والتضليل والتسيير السيء هو ما دفع بخروج رجال ونساء قطاع التربية بولاية المسيلة في مسيرة سلمية للتعبير عن رفضهم للأمر الواقع ، وفي الأخير، أعلن” الأنباف”، مساندته اللامشروطة لهم، محيا الأسرة التربوية على حكمتها وضبط نفسها في عدم الانسياق وراء الاستفزازات، وقيام المكتب الولائي بواجبه تجاه زملائه وزميلاته وأبنائه التلاميذ لتجاوز هذه المحنة.