أعلن موقع ”ويكيليكس” أنه حصل على ترسانة معلومات سرية للغاية، وصفت بأنها الأكبر على الإطلاق، تتعلق بنمط عمل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ”سي آي إيه” والأدوات التي تستخدمها لاختراق الهواتف وتطبيقات الاتصالات، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية والتحكم فيها. ونشر الموقع نحو 9 آلاف وثيقة لها صلة بهذه البرامج، كجزء من سلسلة تسريباتها المعروفة باسم ”السنة الصفر”، مؤكداً أنه حصل عليها عبر شبكة داخلية بمركز وكالة الاستخبارات الأمريكية بولاية فيرجينيا، تهم الصحفيين العاملين بمجال التكنولوجيا. وأوضح أن هذا الكنز من المعلومات ”كانت بحوزة مجموعة من المتعاملين مع الإدارة الأمريكية سابقا ولدى مخترقين لشبكتها” وأن أحد هؤلاء ”أمد ويكيليكس بجزء من هذا الأرشيف”. وكشفت الوثائق المسربة أن ”سي آي إيه” بإمكانها تحويل أجهزة التلفاز الذكية إلى جهاز تنصت، واختراق تطبيقات التشفير الشائعة، وربما تتحكم في السيارات، ومن بين المزاعم التي تضمنتها هذه الوثائق، تمكّن المخابرات المركزية من خلال الشراكة مع وكالات مخابرات أمريكية وأجنبية أخرى، من أن تخترق شفرة تطبيقات رسائل شهيرة مثل واتساب وتليغرام وسيغنال. وقال جايك ويليامز، مؤسس شركة رانديشن إنفوسك، المتخصصة في مجال الأمن الإلكتروني لوسائل إعلام للأنباء، إن الوثائق المنشورة ”تبدو حقيقية”. وفي رد فعل أولي من وكالة الاستخبارات الأمريكية، قال المتحدث باسمها، جوناثان ليو في رسالة بريد إلكتروني: ”نحن لا نعلق على صحة أو محتوى وثائق استخباراتية مزعومة”. وفي السياق، قالت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية إنّ موقف دونالد ترامب حيال وثائق ويكيليكس قد تغير مذ أصبح رئيسا للولايات المتحدة. ولفتت الصحيفة إلى أنّ أعلن في تجمع انتخابي قبل توليه الرئاسة بشهر واحد أنه يحب ويكيليكس، مضيفة أنه كان يهلل للتقارير التي كانت تستهدف منافسته آنذاك هيلاري كلينتون، حتى لو تم الحصول على هذه المعلومات بالقرصنة أو السرقة أو التسريب، وكان ترامب يحتفي بهذه المعلومات ويعيد نشرها. وقالت الواشنطن بوست إن ترامب حفز في إحدى المرات موسكو اعتقادا منه أنها تقف وراء تسريبات ويكيليكس التي تستهدف كلينتون. وترى الصحيفة أنه يتعين على الرئيس الأمريكي اليوم مواجهة الرأي العام بشأن ما كان يشجع عليه سابقا، وهي القرصنة والتسريبات التي يمكن أن تستهدف إدارته. وهدد فريق ترامب المقرصنين بمتابعات قانونية، ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، التعليق على هذه المعلومات، مبررا إنه لم يتم تقييمها بعد. وتعتبر تسريب ويكيليكس لوثائق ”سي آي إيه”، إن تأكدت صحتها، ضربة موجعة يوجهها ويكيليكس والمتعاونين معه، لل”سي آي إيه ”، الذي يعتبر أحد أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس في الولاياتالمتحدة، بالنظر إلى ميزانيته التي توازي ميزانية المخابرات المركزية السنوية ميزانية عدة دول نامية، وزعمها لسنين طوال أن المعلومات السرية التي بحوزته محصنة.